نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 176
المفاضلة بين الرضي والهروي السيد أحمد الحسيني بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد الشريف الرضي محمد بن الحسين الموسوي البغدادي ، شاعر طالبي مفلق مكثر ، سار شعره في دنيا الأدب سير الشمس عند الظهيرة ، وأذعن معاصروه - بما فيهم من وفرة الشعراء والممتازين من أرباب القول والكلام - بتقدمه في الشعر وإمامته في الأدب ، مع ما عرف قديما بأن الشارع المكثر تقل محاسن شعره ويكثر المبتذل في نظمه . " إبتدأ يقول الشعر بعد أن جاوز العشر سنين بقليل ، وهو أبدع أبناء الزمان . . . ثم هو أشعر الطالبيين ، من مضى منهم ومن غبر ، على كثرة شعرائهم المفلقين . . . ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق ، وسيشهد بما أجريه من شعره العالي القدح الممتنع عن القدح ، الذي يجمع إلى السلاسة متانة ، وإلى السهولة رصانة ، ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها " [1] . " وله شعر إذا افتخر به أدرك من المجد أقاصيه ، وعقد بالنجم نواصيه ، وإذا نسب انتسب الرقة إلى نسيبه ، وفاز بالقدح المعلى من نصيبه . . . وورد شعره دجلتها - أي بغداد - فشرب منها حتى شرق ، وانغمس فيها حتى كاد أن يقال غرق " [2] .