نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 174
[5] فصل من رسالة الشريف أبي الحسين الموسوي رحمة الله عليه : وإذا كنت - أدام الله عزك - لا ترع العلائق الواشجة ، ولا تجيب الأرحام المناشدة ، ولا تتعطف بالأسباب العواطف ، ولا تهتز للأعراق الضوارب ، وأنت أنت في كمال البصائر والتجارب ، وسداد الآراء والعزائم ، فأين موضع السكن التي عسا [1] عودها ، ونبا [2] على العواجم عمودها ، واعتقبتها الأيام رافعة وخافضة ، وتداولتها الخطوب رائشة [3] وناهضة [4] . وإنما تكون آراء ذي السن الغالب أسد وأصوب ، وعزائمه أنفذ وأدرب ، وأفعاله مستضيئة لشعاع الحزم الثاقب ، ومتنكبة عن ظلم الهوى الغالب ، لأن الزمان قد يجده ( 5 ) بطول صحبته ، وأخلصه بطوارئ خيره وشره ، وغالبه ثم دان له ، وخاشنه ثم لاينه ، فأفاده ارتياء في المشكلات ، ووقوفا عند الشبهات ، واستشفاء للعواقب ، ونظرا من الموارد إلى المصادر ، اطلاعا على مجاني الغروس قبل إيراقها ، ومحاصد الزروع قبل إطلاعها ، فهو أبدا مغالب عزمه بحزمه ، ومستعبد هواه لرأيه ، وأخلق به ألا تنشط عقاله الحوادث ، ولا تزلق قدمه النوائب ، ولا يسري إلا على منار ، ولا ينقاد إلا بأزمة الاستبصار ، ولا يرمي إلا على إشارات التوفيق ، ولا يحذو إلا على مثل الرأي الأنيق ( 6 ) .