responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 165


ولمفصل الحزم مطبقا ، فيكون على جلية الرأي ومفرقه ، ووضح الأمر وفلقه ، فيما يأتي ويذر ، ويقدم ويؤخر .
ولما تواترت إلي البشائر بعوده إلى وطنه مكنوفا بالسلامة ، محفوفا بالسعادة ، ومقذيا به كل ناظر طمح إلى عثرته ، ومجدوعا به كل مارن [5] شمخ بعد مفارقته ، وكان المتخطون في سعيه ، والمنحازون إلى وده ، بين مسرة مما أعلى الله من نعمته ، ومكن من يده وقدمه ، وبين غمة بالحال التي أخرجته من الاستزادة ، من الثقل الباهر [6] والعبء الفادح ، الذي ربما أصحر بحمله ، وآد [7] الناهضين حمله ، إلا أنا فإن سروري من بينهم كان صرفا غير ممزوج ، وخالصا غير ممذوق ، ثقة بأن الله تعالى قد أجاب فيه الدعوة التي دعوتها ، والرغبة التي رفعتها ، إذ كانت مشروطة بالخيرة في الأمرين معا ، ومعلقة بالصلاح في الوجهين جميعا .
فلما أنعم الله سبحانه بتسهيل أحدهما مسببا أبوابه ، ومسهلا صعابه ، علمت أن فيه الصلاح النير ، والرشاد المقمر ، وأن سلامة الموارد والمطالع واعدة بسلامة المصادر والمراجع ، فسكنت نفسي واثقة بحميد الخواتم وجميل العواقب ، وراجية أن يكون رذاذ هذه النعمة قطرا ، وشرارها جمرا ، وبدو غراسها جنا وثمرا ، إن شاء الله .
وكيف لا يكون ذلك ونعمته - أدام الله عزه - آمنة غير مروعة ، وسالمة غير منازعة ، لأنه قد خصها بالفعل الجميل وأسقط عنها تبعات المنازعين ، ومهد لإعجازها قبل هواديها [8] ، ونظر لعواقبها قبل بواديها ، فأصبحت مطنبة بأسباب [9] متينة ، ومستلئمة بدرع حصينة ، ولا طريق عليها لحادث ، ولا حجة في ثلمها لنابث [10] ولا طارق ، فهي مستقرة غير قلقة ، ومقيمة غير مفارقة ، والزوائد مرجوة لها ، والنقائص مأمونة عليها .
فإن رأى - أدام الله تأييده - أن يتأمل ما كتبت به ، ويجعل الجواب منه مفصلا لا



[5] المارن : الأنف .
[6] بهره الحمل : ثقل عليه حتى انبهر ، أي تتابع نفسه ، ( الصحاح - بهر - ) .
[7] آده الحمل : ثقل عليه ، وفي الأصل ( أدى ) وهو غير مناسب .
[8] الهوادي : جمع الهادي ، وهو العنق .
[9] الطنب : الحبل ، والمطنبة : المشدودة ، السبب : الحبل أيضا .
[10] النبث : الغضب ، والشر .

165

نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت    جلد : 5  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست