نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 164
[1] رسالة الشريف الرضي إلى أبي القاسم سليمان بن أحمد ، وهي : كتابي - أطال الله بقاء الأستاذ - عن سلامة ألبسه الله نطاقها ، وضرب عليها رواقها ، وما بيننا من علائق الإخاء وغرائس الصفاء ، يجدد جدة وعنفوانا ، وغضارة وريعانا ، فلا تخشى الفوادح على عوده ، ولا النكائث على عهوده ، وقد علم الله - سبحانه - من قلق الجأش ، وعظيم الاستيحاش ، ولما جرت به الأقدار من ذلك الحادث الذي استرط ( 1 ) فيه نفسه ، وأخطر مهجته ، وركب له كاهل الغرر ، وأم الخوف والحذر ، إلى أن أجلي عن مراده ، وانجلى بعد سواده ، وأعاده الله - سبحانه - إلى وطنه إعادة النصل إلى غمده ، بعد ما أبلى في الضراب ، وأثر في الجماجم والرقاب ، ورده رد السهم إلى كنانته ، بعد ما اهتز في الغرض المطلوب ، وانتظم ( 2 ) حبات القلوب . والحمد لله ، على ذلك يخرج إلى النعمة من حقها ، ويعين على حمل أوقها ( 3 ) ويكون أمانا من خوف النقيصة ، وسببا لمأمول الزيادة . ولم أخل في أثناء بعده - أدام الله عزه - على الحال التي أخلت بأنسي وبلغت من نفسي ، لمواصلة المكاتبة إلى من يختص بوده ، ويتألم لبعده مستطلعا منه درر أخباره ، ومتفرد آرائه ، ومكلفا له مكاتبته إلى مستقره ، بذكر ما أنا عليه من لواعج الاشتياق وزوابع الاشفاق ، والدعاء بأن يجعله الله سبحانه في ذمام وقايته ، وضمان كفايته ، وأن يحرسه حراسة الناظر بجفونه ، والقلب بحيزومه ، وأن يخير له فيما يقدم عليه رأيه ، ويجري عليه عزمه ، من معاودة المركب الذي انتقل عنه ، ولزوم المقعد الذي انتقل إليه خيرة تدله من مضان ( 4 ) الخطب بصوابها ، وتقدح في ظلام النوائب بشهابها ، وتجلو له من وجوه الآراء أوضحها ، وتصحبه من مقاود العزائم أسمحها ، حتى يكون من عقال الحيرة مطلقا ،
[1] إسترط : ابتلع ، وهو كناية عن عظم الخطر . ( 2 ) في الأصل : وانتقم ، وما أثبتناه هو المناسب . ( 3 ) الأوق : الثقل ، ( الصحاح - أوق - ) . ( 4 ) المضان : مفردها مضنة - بكسر الضاد وفتحها - أي النفيس الذي يضن به ، ( الصحاح - ضنن - ) .
164
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 164