نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 143
" لما حبسه المعتمد بن المتوكل وقع قحط شديد ، فخرج المسلمون للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يستسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب ، فلما مد يده إلى السماء غيمت ، فأمطرت في اليوم الأول ، ثم في اليوم الثاني كذلك ، فشك بعض جهلة المسلمين وارتد بعضهم ، فشق ذلك على المعتمد ، فأمر بإحضار الحسن العسكري وقال له أدرك أمة جدك - ص - قبل أن يهلكوا . فقال الحسن في إطلاق أصحابه من السجن ، فأطلق كلهم له ، فلما رفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء ، فأمر الحسن رضي الله عنه رجلا بالقبض بما في يد الراهب ، فإذا عظم آدمي في يده ، فأخذه من يده وقال : استسق ، فرفع يده إلى السماء فزال الغيم ، وظهرت الشمس ، فعجب الناس من ذلك . فقال المعتمد : ما هذا يا أبا محمد ؟ فقال : هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب ، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر . وزالت الشبهة عن الناس ورجع الحسن إلى داره " . هذا شأن " أهل البيت " وهذه منزلتهم ، يقول أمير المؤمنين " ع " ، - ونقول معه لأهل الإسلام - : " فأين تذهبون ! وأنى تؤفكون ! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة . فأين يتاه بكم وكيف تعمهون ! ! وبينكم عترة نبيكم ، وهم أزمة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش . . . ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟ " [83] . وهم أحد الثقلين وأشار عليه السلام في آخر هذا الكلام إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين : أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري ، قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " [84] .