نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 139
فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ، ولن يخرجك من هدى . يا عمار ، من تقلد سيفا وأعان به عليا - رضي الله عنه - على عدوة قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي - رضي الله عنه - قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار . قلنا : يا هذا ، حسبك رحمك الله ! حسبك رحمك الله " ( 57 ) . وهم أساس الدين وهداة الخلق ووصف عليه السلام آل محمد بقوله : " هم أساس الدين وعماد اليقين " ، وقد جاءت هذه الكلمة بعد قوله : " هم مضوع سره . . . لا يقاس بآل محمد - ص - من هذه الأمة أحد " ( 58 ) . وكأنه يريد : إن الذين حازوا تلك الخصائص ، وفازوا بتلك الفضائل " هم أساس الدين وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي " . وقال في موضع آخر : " هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته " ( 59 ) . وقال في ثالث : " هم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش " ( 60 ) . ومعنى " إليهم يفئ الغالي وبهم يلحق التالي " أنهم الميزان بين الغلو والتقصير في الدين ، ولعل هذا معنى وصف أهل البيت ب " النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي " ( 61 ) . ومعنى " هم أزمة الحق " أن الحق معهم على كل حال ، يدور معهم حيثما داروا ، ومن قبل قال النبي صلى الله عليه وآله في حق أمير المؤمنين عليه السلام : " علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيث دار ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 62 ) .
( 58 ) نهج البلاغة : 47 . ( 59 ) نهج البلاغة : 357 . ( 60 ) نهج البلاغة : 118 . ( 61 ) الكافي 1 / 101 . ( 62 ) ممن رواه : الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 321 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 236 .
139
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 139