نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 137
وصنيعة الملك من يصطنعه الملك لنفسه ويرفع قدره . فيقول عليه السلام : " ليس لأحد من البشر علينا نعمة ، بل الله عز وجل هو المنعم علينا ، فليس بيننا وبينه واسطة في شئ من نعمه ، ولكن الناس كلهم وعلى جميع طبقاتهم صنائع لنا ، فنحن الواسطة بينهم وبين الله ونحن المنعمون لهم ، ونحن عبيد الله والناس عبيد لنا . وإلى هذا المعنى أشار بقوله : " ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا " . وروى الكليني : " إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ، ولولا نحن ما عبد الله " [52] . وخلاصة الكلام : إن أئمة أهل البيت نعمة الله على الخلق ، وبهم فسرت النعمة في قوله عز وجل : " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها " [53] و " النعيم " في قوله : " ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم " [54] ، وهم الوسائط بين الله والموجودات في الخلق والايجاد والعلم والرزق ، وسائر الفيوضات النازلة والنعم الواصلة . فالله هو الفاعل الذي منه الوجود ، والإمام هو الفاعل الذي به الوجود ، وهذه هي الولاية الكلية . فهل يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد ؟ ! وهل يسوى بهم أحد من الخلائق ؟ ! ومعصومون من الخطأ في جميع الأحوال والعصمة أولى الصفات المعتبرة في كل نبي وإمام ، ويدل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل ، ومن أوضح آيات الكتاب دلالة قوله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " [55] حتى اعترف بذلك الفخر الرازي وغيره من
[52] الكافي 1 / 144 . [53] سورة النحل : 85 ، أنظر الصافي : 303 . [54] سورة التكاثر : 8 ، أنظر الصافي : 573 . [55] سورة النساء : 62 .
137
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 137