نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 136
بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، أولا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله - ولكل فضل - حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم ، قيل : الطيار في الجنة وذو الجناحين . ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة ، تعرفها قلوب المؤمنين ، ولا تمجها آذان السامعين ، فدع عنك من مالت به الرمية . فإنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا . لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا وأنكحنا ، فعل الأكفاء ، ولستم هناك . . . فنحن مرة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة . ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وآله فلجوا عليهم ، فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم ، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم " [50] . وقد اشتمل هذا الكتاب - فيما اشتمل من الفضل لأهل البيت - على جملة معناها عظيم ، وتحتها سر جليل ، قال عليه السلام : " إنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا " . وقد وردت هذه الجملة في كتاب لولي العصر والإمام الثاني عشر - عجل الله تعالى فرجه - إلى الشيعة قال عليه السلام : " بسم الله الرحمن الرحيم ، عافانا الله وإياكم من الفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب . إنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين ، وما دخلهم من الشك الحيرة في ولاة أمرهم ، فغمنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ، لأن الله معنا ، فلا فاقة بنا إلى غيره ، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ، ونحن صنائع ربنا ، والخلق بعد صنائعنا . يا هؤلاء ما لكم في الريب تترددون ، وفي الحيرة تنعكسون ، أو ما سمعتم الله يقول : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ؟ ! أو ما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم ، على الماضين والباقين منهم السلام ؟ ! أو ما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها وأعلاما تهتدون بها ، من لدن آدم - عليه السلام - إلى أن ظهر الماضي عليه السلام ؟ ! كلما غاب علم بدأ علم ، وإذا أفل نجم طلع نجم " [51] .