نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 130
ثم إنه أشار إلى طرف من صفات أهل البيت المعنوية التي خصهم الله عز وجل بها ، قائلا : " وإني لمن قوم لا تأخذهم . . . " . وإن أشرف الأشياء التي أخذوها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعلاها : علومه ومعارفه وأسراره ، وهذا ما كرر الإمام ذكره وأعلن به فخره ، يقول عليه السلام : " هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه " [19] . والضمائر كلها راجعة إلى " الله " أو " النبي " ، إلا الضمير في " ظهره " و " فرائصه " فإنهما عائدان إلى " الدين " . والمراد من " السر " العلوم التي لا يحتملها أحد غيرهم ، ومن " الأمر " كل ما يحتاجه الناس لدينهم ودنياهم ، فالأئمة هم المرجع والملاذ فيه ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم في شئ . . . " [20] وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام نفسه إلى هذا المعنى ، مستدلا بالآية الكريمة ، في قوله الآتي ذكره : " إنا لم نحكم الرجال . . . " . والمراد من " عيبة علمه " أن الأئمة أوعية لعلوم الله التي أودعها النبي ، وإليه أشار هو بقوله : " . . . علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي " [21] وبه أخبار رواها الكليني في الكافي [22] . والمراد من " الحكم " مطلق الأحكام الشرعية أو خصوص الحكم بمعنى القضاء ، وقد تواتر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قولهم : " أقضانا علي " [23] والأخبار الواردة عنهم في النهي عن التحاكم إلى غيره كثيرة ، أورد بعضها الحر العاملي في
[19] نهج البلاغة : 47 . [20] سورة النساء : 62 . [21] نهج البلاغة : 186 . [22] الكافي 1 / 256 . [23] انظر : الرياض النضرة 2 / 198 ، فتح الباري 8 / 136 ، تاريخ الخلفاء : 115 ، الإستيعاب 3 / 40 ، حلية الأولياء 1 / 65 ، وغيرها .
130
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 5 صفحه : 130