نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 76
فقد سأل المملوك عنها شخص بدمشق . فأوضح لنا ذلك ، أحسن الله إليك . ويبدون أن الشبهة كانت مثارة من قبل غير السائل ، بل الإثارة كانت من بعض المخالفين من أهل دمشق . وفي هذا السؤال فائدة جيدة ، حيث ورد فيه التنبيه إلى أن فعل الإمام لو كان حجة ، فلا معنى للاعتراض عليه ، وذلك لأن من ثبتت إمامته ، وقامت الحجج على كونه إماما مفترض الطاعة ، فهو لا شك في كونه عالما بأحكام الله تعالى ، وكل ما يصدر منه هو طاعة لله ، ولا تصدر منه المعصية ، لأن الإمام عندنا يشترط فيه العصمة عن الذنوب ، وكذلك يشترط فيه العلم بأحكام الشريعة بالإجماع . فإذا ثبتت إمامته ، لم يحاسب على شئ من إقدامه فعلا أو تركا ، فيكف يتصور أن يكون ملقيا بنفسه إلى التهلكة ، حتى مع فرض علمه بما يجري عليه . ففرض الالقاء في التهلكة مناف لأصل ثبوت إمامته ، فهو منتف في حقه ، قبل أن يبحث عن كونه عالما بالغيب وبما يجري عليه تفصيلا . . . فلا يبتني نفي علمه بالغيب على فرض حرمة الالقاء للنفس إلى التهلكة . وقد شرحنا هذا الأمر في صدر البحث . وقد أجاب العلامة الحلي على هذا السؤال بقوله : يحتمل أن يكون عليه السلام أخبر بوقوع القتل في تلك الليلة ، ولم يعلم أنه في أي وقت من تلك الليلة ! أو أنه لم يعلم في أي مكان يقتل ! أو أن تكليفه عليه السلام مغاير لتكليفنا ، فجاز أن يكلف ببذل مهجته الشريفة - صلوات الله عليه - في ذات الله تعالى ، كما يجب على المجاهد
76
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 76