نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 61
5 - وأما مخالفة ظنه لظن جميع من أشار عليه من النصحاء ، كابن عباس وغيره ، فالظنون إنما تغلب بحسب الأمارات ، وقد تقوى عند واحد ، وتضعف عند آخر ، ولعل ابن عباس لم يقف على ما كوتب به عليه السلام من الكوفة ، وما تردد في ذلك من المكاتبات والمراسلات والعهود المواثيق . . . 6 - فأما محاربة الكثير بالنفر القليل ، فقد بينا أن الضرورة دعت إليها ، وأن الدين والحزم معا ما اقتضيا في هذه الحال إلا ما فعل . . . 7 - وليس يمتنع أن يكون عليه السلام في تلك الحال مجوزا أن يفئ إليه قوم ممن بايعه وعاهده ثم قعد عنه ، ويحملهم ما يرون - من صبره وعدم استسلامه ، وقلة ناصره - على الرجوع إلى الحق ، دينا أو حمية ، فقد فعل ذلك نفر منهم حتى قتلوا بين يديه عليه السلام شهداء . ومثل هذا يطمع فيه ، ويتوقع في أحوال الشدة . . . 8 - . . . والحسين عليه السلام لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه ووثق له ، فرأى من أسباب قوة نصار الحق وضعف نصار الباطل ، ما وجب معه عليه الطلب والخروج . فلما انعكس ذلك ، وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق ، رام الرجوع والمكافة والتسليم ، كما فعل أخوه عليه السلام ، فمنع من ذلك ، وحيل بينه وبينه [32] . أقول : لا بد من تفسير ما ورد في هذا النص - سؤالا وجوابا - من عبارة : ( كيف خالف ظنه ظن جميع أصحابه ) في السؤال .
[32] تلخيص الشافي 4 / 181 - 188 ، وقد نقله عنه وعن تنزيه الأنبياء - للسيد المرتضى - : 179 - 182 النقوي في : السبطان في موقفيهما - ص 51 فما بعدها - ، مع رد على مفردات السؤال والجواب معا ، فلاحظه .
61
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 61