نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 59
كثيرة ؟ ! ثم لما عرض عليه ابن زياد الأمان ، وأن يبايع يزيد ، كيف لم يستجب حقنا لدمه ودماء من معه من أهله وشيعته ومواليه ؟ ! ولم ألقى بيده إلى التهلكة ؟ ! وبدون هذا الخوف سلم أخوه الحسن عليه السلام الأمر إلى معاوية ؟ ! وقد أجابا عن جميع ما ورد في السؤال بتفصيل ، ونحن نقسمه إلى مقاطع لتسهيل الارجاع إليها : قيل لهم : 1 - قد علمنا أن الإمام متى غلب على ظنه أن يصل إلى حقه والقيام بما فوض إليه - بضرب من الفعل - وجب عليه ذلك ، وإن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها - تحملها . وأبو عبد الله عليه السلام لم يسر إلى الكوفة إلا بعد توثق من القوم وعهود وعقود ، وبعد أن كاتبوه عليه السلام طائعين غير مكرهين ، ومبتدئين غير مجيبين . وقد كانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة وأشرافها وقرائها ، تقدمت إليه عليه السلام في أيام معاوية ، وبعد الصلح الواقع بينه وبين الحسن عليه السلام ، فدفعهم وقال في الجواب ما وجب . ثم كاتبوه بعد وفاة الحسن عليه السلام - ومعاوية باق - فوعدهم ومناهم . وكانت أيام معاوية صعبة لا يطمع في مثلها . فلما مضى معاوية أعادوا المكاتبة وذلك الطاعة ، وكرروا الطلب والرغبة ، ورأى عليه السلام من قوتهم - على من كان يليهم في الحال من قبل يزيد وتسلحهم عليه وضعفه عليهم - ما قوى في ظنه أن المسير هو الواجب ، وتعين عليه فعله .
59
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 59