نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 54
وقد عرض الشيخ الطوسي الاعتراض وأجاب عنه ، وهذا نص ما ذكره : فإن قيل : أليس في أصحابكم من قال : ( إن الحسين عليه السلام كان يعلم ما ينتهي إليه أمره ، وأنه يقتل ويخذله من راسله وكاتبه ، وإنما تعبد بالجهاد والصبر على القتل ) . أيجوز ذلك عندكم ، أم لا ؟ ! وكذلك قالوا في أمير المؤمنين عليه السلام : ( إنه كان يعمل أنه متقول ) . والأخبار عنه مستفيضة به . وأنه كان يقول : ( ما يمنع أشقاها أن يخضب هذه من هذا ) - ويومئ إلى لحيته ورأسه - . وأنه كان يقول تلك الليلة - وقد خرج وصحن الإوز في وجهه : ( إنهن صوائح تتبعها نوائح ) . قالوا : ( وإنما أمر بالصبر على ذلك ) . فهل ذلك جائز عندكم ؟ ! قيل : اختلف أصحابنا في ذلك : فمنهم من أجاز ذلك [28] وقال : لا يمتنع أن يتعبد بالصبر على مثل ذلك ، لأن ما وقع من القتل - وإن كان ممن فعله قبيحا - فالصبر عليه حسن ، والثواب عليه جزيل . بل ، ربما كان أكثر ، فإن مع العلم بحصول القتل - لا محالة - الصبر أشق منه إذا جوز الظفر وبلوغ الغرض .
[28] علق محقق ( تخليص الشافعي ) : يقصد بذلك الشيخين المفيد والكليني - قدس الله سرهما - وعلى ذلك جرى كثير من علمائنا المتأخرين قدس الله أسرارهم ، كالعلامة الحلي ، والمجلسي ، والشهيد ، وغيرهم . وقد علق الكليني في أصول ( الكافي ) بابا خاصا بذلك سماه : ( باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ) واستعرض فيه جملة من الروايات عن الأئمة في إثبات ذلك .
54
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 54