نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 229
السابع حتى لا يعترض سائر الخلق ، ويسلموا ، وترضى خواطرهم ، إذا رأوا مقاماتهم العالية في الدنيا والآخرة . ( قال الله تعالى : ) ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ( الآية ( 79 ) من سورة الإسراء ( 17 ) ) . الثامن حتى يستحقوا المثوبات العظيمة ، والأجور الثمينة ، فإن الأجر على قدر المشقة . فلولا سجن يوسف عليه السلام ، وبكاؤه ، وغربته ومخالفة هواه ، ومجانبته الحرام ، لم يكن يستحق تلك السلطنة العظمى مع النبوة وعظيم الزلفة ، ( قال الله تعالى : ) ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ، نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ، ولأجر الآخرة خير ) ( الآيتان ( 56 و 57 ) من سورة يوسف ( 12 ) ) . وهذا لا ينافي أن يكون لله تعالى أن يعطي جميع تلك المقامات لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، أو للحسين عليه السلام ، وإن لم تعرض عليهما تلك البليات من القتل والأذى أصلا . فإن ذلك يكون - حينئذ - ( تفضلا ) لكون المحل لائقا لكل جميل ، والمبدأ لا نقص في جوده وفيضه . فكان له أن يعطيهم ( بلاء ابتلاء ، عين ) ما يعطيهم مع الابتلاء ، وإنما
229
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 229