نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 19
( سوء ) إلا الساقط عن الصعود إلى مستوى الادراك ، وفاقد الضمير والوجدان من المنبوذين . دون الذين استبسلوا في ميادين الجهاد في الحروب والنضالات الدامية ، الساخنة أو الباردة ، ومن أجل إعلاء كلمة الله في الأرض ، أولئك الذين قال عنهم الله أنهم : ( . . . أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) الآيات ( 169 - 171 ) من سورة آل عمران ( 3 ) . هؤلاء الذين ( قتلوا ) في سبيل الله . ولا بد أن الشهداء قد قصدوا الشهادة وطلبوها وأرادوها ، إذ لا يسمى من لا يريدها ( شهيدا ) وهيهات أن يعطاها من يفر منها ، مهما كان مظلوما ، وكان قتله بغير حق . إن المسلم إذا اقتحم ميدانا بهدف إحقاق الحق أو إبطال الباطل ثم أصابه ما لا يتحمل إلا في سبيل الله ، أو أدركه القتل ، وهو قاصد للتضحية ، فإن ذلك ليس سوء ولا شرا ، بل هو خير وبر ، بل هو فوق كل بر ، وليس فوقه بر ، كما نطق به الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ) . فلا يدخل مثل هذا في ( التهلكة ) التي نهى الله عنها في الآية ، بل هو من ( الاحسان ) الذي أمر الله به في ذلك تلك الآية فقال تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) الآية ( 195 ) من سورة البقرة ( 2 ) . والشهادة هي إحدى الحسنيين - النصر أو الشهادة - في قوله تعالى : ( قل هل تربصون بن إلا إحدى الحسنيين . . . ) الآية ( 52 ) من سورة التوبة ( 9 ) . وإذا لم يصح إطلاق ( السوء ) على ما أصاب النبي والإمام ، من البلاء ،
19
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 19