نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 183
ولمكانته الاجتماعية ، ومسايرته لمختلف الطبقات ، كان يتحفظ في كتاباته فلا يظهر عليه تطرف ، ففي نفس الفترة والبيئة نرى حتى الطبرسي يلتزم التحفظ في تفسيره ( مجمع البيان ) . ففي نيشابور في تلك الفترة قتل العالم الجليل والواعظ البارع : الفتال النشابوري ، صاحب ( روضة الواعظين ) و ( التنوير في التفسير ) قتله رئيس نيشابور شهاب الإسلام عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق ، المتوفى سنة 515 ه ، ابن أخي نظام الملك ، قتله سنة 508 ه على الرفض ! فراح ضحية عقيدته وشهيد ولائه لآل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم . على أن البيهقي لم يدعه مؤلفو الطبقات ، وليس له ذكر فيها ، ولا في طبقات الحنفية ولا في طبقات الشافعية ولا في غيرهما ، ولا نسبه مترجموه منهم إلى أحد المذاهب الأربعة . ولكن أصحابنا عدوه من أنفسهم وترجموا له في كتبهم ، فقد شهد بتشيعه معاصره الجليل ومعاشره عبد الجليل الرازي في كتاب ( النقض ) الذي ألفه بالري سنة 552 ه عند المباهاة والمفاخرة بالغرر والأوضاح من كبار أعلام الطائفة في عصره ، حيث قال ما معربه : ( ومن متبحري علمائنا المتأخرين . . . ) فعد جمعا من أعلام الطائفة إلى أن قال ص 212 : ( والشيخ الإمام أبو الحسن الفريد ، وأبو جعفر الإمامي . . . ) . وعده معاصره الآخر - وهو ابن شهرآشوب - من أعلام الطائفة فترجم له ولأبيه في معالم العلماء ، ص 51 و 52 . وتجده مترجما هو وأبوه في كثير من كتب التراجم الشيعية ، كرياض العلماء ، وأمل الآمل ، وخاتمة المستدرك ، وأعيان الشيعة ، وطبقات أعلام الشيعة ، ومعجم رجال الحديث ، وغيرها مما يأتي في مصادر ترجمته . بينما نرى أن غيرنا أهملوه ، فلم يترجم له منهم إلا ياقوت والذهبي والصفدي ، وترجم له ابن خلكان تبعا في ترجمة الباخرزي !
183
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 35 صفحه : 183