نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 10 صفحه : 30
دعي زيديا ! وإلا لكان الخوارج زيدية ! وهذا شعر الرضي وروايات العلماء عنه تأبى ذلك ، وكل تابع لأهل البيت البررة الأتقياء موفق ، إن شاء الله تعالى ، وتابع جعفر الصادق وزيد بن علي لم يتبع إلا البر التقي المجمع على فضله ) [26] . 3 - وأما ما ذكره الدكتور الحلو أخيرا : ( وظني الغالب أن هذه القصيدة مصنوعة ومنسوبة إلى الشريف الرضي ، أراد صاحبها لها الذيوع والانتشار في محافل عاشوراء ، فاجتهد ما وسعه الاجتهاد في أن يضع عليها ميسم الرضي ، وخانه التوفيق في بناء بعض أبياتها ، كما فضحه حشو القصيدة بعقائد لم يمرن عليها الرضي شعره ولم ينضح بها قريضه ) [27] . وأقول : إن الشريف قد جعل من شعره وسيلة للتعريف بنفسه ، خاصة فيما يريد له الإذاعة والظهور ، ولأجل هذا لا نجد في شعره ما نجده في شعر كثير من شعراء الشيعة الذين وقفوا شعرهم لبيان عواطفهم وأحاسيسهم المذهبية - أو جعلوا ذلك أحد أهدافهم الرئيسة ، ولم يكتفوا بالإفصاح عن ذاتياتهم الخاصة - فلا نجد في شعره مديحا خالصا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا لأبيه أمير المؤمنين ، وأمه الصديقة الطاهرة ، عليهما السلام ، وهو في هذا يختلف عن العوني ، وابن حماد ، والناشئ ، وقبلهم الكميت ، ودعبل ، وأضرابهم ، فنجد شعرهم شيعيا بل ويختلف عن أخيه الشريف المرتضى أيضا ، فهؤلاء شيعة ، والتزموا أن يكشف شعرهم عن عقيدتهم ، وأن يكون معبرا عن تشيعهم ، في حين أن الشريف كان شاعرا شيعيا ، كأبي تمام ، وابن الرومي ، وأمثالهما . ولم يشتهر الشريف بالأدب المذهبي ، وخاصة في أدب الرثاء الحسيني ، الشهرة التي تجعل المغمورين يحاولون أن يلصقوا آثارهم به فينحلون شعر غيره إياه ، كي يرتضيه السامعون إذا تلي عليهم منسوبا إلى الرضي فيروج عندهم ! والنائحون
[26] نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر ، ترجمة الشريف الرضي ، مخطوط - المصورة التي أملكها ، ج 2 ، الورقة ( 461 / ب - 462 / أ ) . [27] التصدير / 72 .
30
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 10 صفحه : 30