نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 10 صفحه : 28
والرضي نفسه كان يعمد إلى مثل هذا ، وتجد مثالا لذلك في ديوان الرضي : 2 / 816 ، وللدكتور الحلو إشارات إلى هذا الأمر ، ولعل الشريف أراد لمقصورته أن يعيد النظر فيها ويهذبها أو ينتقي منها ، ولكن المنية لم تمهله - في سن مبكر نسبيا - وهي من آخر ما قاله ، وأمانة الخبري لم تسمح له أن يصنع شيئا لم يفعله الشاعر نفسه . وبهذا أكون قد ناقشت ما قرره الدكتور الحلو : ( ولعل أفضل وسيلة للحكم عليها ( أي المقصورة ) هي الرجوع إلى قصائد الرضي الأخرى في رثاء الحسين بن علي ( سلام الله عليها ) على قلة شعره في هذا الباب بالقياس إلى شعراء الشيعة فيه ) ثم يستعرض سماتها العامة ويميزها عما جاء في المقصورة فيقول : ( وقد استبان من هذا العرض للمعاني التي وردت في القصائد الأربع الأولى ، والقصيدة الأخيرة : أنه لا نسب بين هذه الأربع وبينها ، فهذه الشكاة التي تنضح بها القصيدة الأخيرة ، والاستغاثة بالرسول ، صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وخصومته لبني أمية في الدار الآخرة ، ووقوفه موقف المظلوم ، وتعداد الأئمة ، واعتبارهم الشافين من العمى ، والشفعاء مع الرسول يوم القيامة [ والتأكيد على مقاطع معينة ، إنما هو منا ، لا من الدكتور نفسه ] كل هذا لم نعهده من الرضي في رثائه لأبي عبد الله الحسين ، وإنما عهدناه ثائرا تلمع نصول السيوف في شعره ، وتتطاول لها ذم الأسنة ، مهددا بيوم يجرد فيه الخيل للوغى ، لا بالعقاب والحساب في يوم القيامة ) [24] . وتتلخص المناقشة : نعم هناك فارق ولكن ، لا بين شخصين ، ولكن بين روحين : فإن ما نلمسه في تلك القصائد الأربع ، إنما هو روح الشريف نفسه ، وما نلمسه في المقصورة إنما هو الوجدان الشيعي المتمثل في الشيعة ومنهم الشريف ، فالشريف في تلك يكشف عن نفسه ونفسياته الخاصة به ، وفيها يعبر عن روح الولاء الذي يحمله كل شيعي حسيني ! 2 - وأما الزيدية والإمامية وعقيدة الشريف ، فأرى أن البحث فيه من