والعجب أنه قاس المقام بالنية مع أن الضرورة قاضية بعدم لزوم أن تكون نفس النية منوية فهي لا تحتاج إلى نية أخرى ، بخلاف الإرادة إذ هي محتاجة إلى أخرى حتى لا يلزم الاضطرار أو الإلجاء . وقد أورد عليه صدر المتألهين وجوها ثلاثة نأخذ منها الوجه الأخير حيث قال : إن لنا أن نأخذ جميع الإرادات بحيث لا يشذ عنها شئ منها ونطلب أن علتها أي شئ هي ، فإن كانت إرادة أخرى لزم كون شئ واحد خارجا وداخلا بالنسبة إلى شئ واحد بعينه هو مجموع الإرادات وذلك محال ، وإن كان شيئا آخر لزم الجبر في الإرادة . [1] قلت : نظير هذا ما يقال في إبطال التسلسل من أن السلسلة غير المتناهية المترتبة على نحو الترتب العلي والمعلولي كلها روابط ومعاني حرفية ، فهذه الموجودات المتسلسلة وإن كان لا يمكن الإحاطة بها بالإشارة الحسية غير أنه يمكن بالإشارة العقلية ولو بعنوان المشير ، فنقول : السلسلة غير المتناهية المحكوم عليها بالفقر والحاجة لا