* ( أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون ) * وحيث إن المراد من الموصول في الآية الأولى ، هو الأوثان والأصنام ، يكون المراد منها في الآية الثانية هو ذلك أيضا ، ويريد الخليل ( عليه السلام ) بكلامه هذا تنبيه الوثني الجاهل بأنه وما يعبده كلاهما مخلوق لله سبحانه ، فلماذا تركتم الأصل والمبدأ وأخذتم بالفرع ؟ لماذا تعبدون الفقير المتدلي القائم بالله ، وتتركون عبادة الخالق الكبير المتعال ؟ وعندئذ لا صلة للآية بما يرتئيه الأشعري . ثانيتهما : قوله سبحانه : * ( يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ) * [1] . يلاحظ عليه : أن الآيات الدالة على حصر الخالقية بالله سبحانه كثيرة [2] . لكن المهم هو الوقوف على ما تهدف إليه الآيات ، فإن لهذا القسم منها احتمالين ، لا يتعين أي منهما إلا باعتضاده بالآيات الأخر ، ودونك الاحتمالين :