2 - وحسب نص آخر في سنة 352 ه . « ولم يكن أهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة ، وظهورهم ، وكون السلطان معهم » [1] . 3 - في سنة 354 ه . « فيها عمل في عاشوراء المأتم ببغداد كالسنة الماضية ، ولم يتحرك لهم السنية خوفاً من معز الدولة » [2] . 4 - وفي مصر كان السودان وكافور يتعصبون على الشيعة ، وتتعلق السودان في الطرقات بالناس ، ويقولون للرجل : من خالك ؟ فإن قال معاوية أكرموه ، وإن سكت لقي المكروه ، وأخذت ثيابه وما معه [3] ، وكانت صيحة السنة إذا أرادوا قتال الشيعة هي : معاوية خال علي [4] . فهذه النصوص ونظائرها تكاد تكون صريحة في أن الشيعة كانوا هم الضحية ، وكان الآخرون هم الذين يعتدون عليهم ، ويعملون المستحيل لمنعهم من ممارسة حرياتهم ، وحقوقهم المشروعة . هذا غيض من فيض مما يدخل في هذا المجال ، ويوضح مدى البغي والظلم الذي كان يمارسه الآخرون ضد الشيعة آنئذٍ . قبل ، وبعد ! ! : كنا نرغب لو يفسح لنا المجال لكتابة كل ما جرى على الشيعة من مصائب وبلايا ، وكوارث وزوايا ، طيلة القرون التي خلت . ولكن من الواضح : أن ذلك بالإضافة إلى أنه قد يستغرق عدة مجلدات ، فإنه يحتاج إلى توفر تام ، وجهد كبير ؛ الأمر الذي يحتم علينا الاعتذار عن التصدي لمثل هذا الأمر فعلاً .
[1] البداية والنهاية ج 11 ص 243 ، والكامل في التاريخ ج 8 ص 549 . [2] النجوم الزاهرة ج 3 ص 339 . [3] الخطط المقريزية ج 1 ص 431 ، والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 130 - 131 . [4] الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 - ص 131 .