responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 280


وأخرى : انه لم ينصب لهم حكما ، بل خلى بينهم وبين الحكم على ما يأتون به معارضين له ثقة بانصافهم في الحكم على البيان ، فهذه التخلية مرتبة من الانصاف لا تدانيها مرتبة .
رابعها : ان الذين اقتدروا على مثل هذه اللغة ، وأتوا هذا القدر من تذوق البيان ، ومن العلم باسراره ، ومن الأمانة عليه ، ومن ترك الجور في الحكم عليه ، يوجب العقل أن يكونوا كانوا قد بلغوا في الاعراب عن أنفسهم بألسنتهم المبينة عنهم مبلغا لا يدانى .
وهذه الصفات تفضي بنا إلى التماس ما ينبغي أن تكون عليه صفة كلامهم ، إن كان بقي من كلامهم شئ ، فالنظر المجرد أيضا يوجب أمرين في نعت ما خلفوه :
الأول : أن يكون ما بقي من كلامهم شاهدا على بلوغ لغتهم غاية من التمام والكمال والاستواء حتى لا تعجزها الإبانة عن شئ مما يعتلج في صدر كل مبين منهم .
الثاني : أن تجتمع فيه ضروب مختلفة من البيان ، لا يجزئ أن تكون دالة على سعة لغتهم وتمامها ، بل على سجاحتها أيضا ، حتى تلين لكل بيان تطيقه ألسنة البشر على اختلاف ألسنتهم .
فهل بقي من كلامهم شئ يستحق أن يكون شاهدا على هذا ، ودليلا .
نعم ، بقي ( الشعر الجاهلي ) .
واذن . ! اذن ينبغي أن نعيد تصور المشكلة وتصور المشكلة وتصويرها ، فان النظر المجرد والمنطق المتساوق والتمحيص المتتابع ، كل ذلك قد أفضى بنا إلى تجريد معنى ( اعجاز القرآن ) مما شابه وعلق به ، حتى خلص لنا أنه من قبل النظم والبيان .
ثم ساقنا الاستدلال إلى تحديد صفة القوم الذين تحداهم ، وصفة لغتهم ، ثم خرج بنا إلى طلب نعت كلامهم ، ثم التمسنا الشاهد والدليل على الذي أدانا اليه النظر ، فإذا هو ( الشعر الجاهلي ) .
واذن ، فالشعر الجاهلي هو أساس مشكلة ( اعجاز القرآن ) كما ينبغي أن يواجهها

280

نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست