responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 279


بالأسلوب البياني والنظم البلاغي ، وسيبقى هكذا ، لأن المقارنة بين الأسلوب القرآني وأساليب العرب في انتاجهم الأدبي ممكنة وجارية حتى الآن ، وذلك لبقاء الشعر الجاهلي الذي يمثل قمة النضج للأسلوب الأدبي العربي قائما عندنا ومدونا وفي متناول المراجعة .
قال : فإذا صح أن الاعجاز كائن في رصف القرآن ونظمه وبيانه بلسان عربي مبين وأن خصائصه مباينة للمعهود من خصائص كل نظم وبيان تطيقه قوى البشر في بيانهم ، لم يكن لتحديهم به معنى الا أن تجتمع لهم وللغتهم صفات بعينها :
أولها : ان اللغة التي نزل بها القرآن معجزا ، قادرة بطبيعتها هي ، أن تحتمل هذا القدر الهائل من المفارقة بين كلامين :
كلام هو الغاية في البيان فيما تطيقه القوى .
وكلام يقطع هذه القوى ببيان ظاهر المباينة له من كل الوجوه .
ثانيها : أن أهلها قادرون على ادراك هذا الحجاز الفاصل بين الكلامين .
وهذا ادراك دال على أنهم قد أوتوا من لطف تذوق البيان ، ومن العلم باسراره ووجوهه قدرا وافرا يصح معه أن يتحداهم بهذا القرآن ، وأن يطالبهم بالشهادة عند سماعه أن تاليه عليهم نبي من عند الله مرسل .
ثالثها : ان البيان كان في أنفسهم أجل من أن يخونوا الأمانة فيه ، أو يجوزوا عن الانصاف في الحكم عليه .
فقد قرعهم وعيرهم وسفه أحلامهم وأديانهم ، حتى استخرج أقصى الضراوة في عداوتهم له .
وظل مع ذلك يتحداهم ، فنهتهم أمانتهم على البيان عن معارضته ومناقضته .
وكان أبلغ ما قالوه : وقد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا . .
ولكنهم كفوا ألسنتهم فلم يقولوا شيئا .
هذه واحدة .

279

نام کتاب : خلاصة علم الكلام نویسنده : الدكتور عبد الهادي الفضلي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست