نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 92
عن هذه الشبهات مخلصا في إسكات الجاحد إلا بهذا الجواب الإلهي . والأستاذ الإمام الراحل ( قدس سره ) حمل الجواب الإلهي على الجدال بالتي هي أحسن ، حيث إن إبليس اعترف بإلهية الباري ، ولكنه لم يعرفه بأنه ليس له العلة الغائية ومطلب " لم " ، فكان جاهلا بأن فعله تعالى لا أحسن ولا أصلح حتى يصح السؤال عنه باللمية ، فلذلك قال عز وجل : " يا إبليس ! إنك ما عرفتني . . . " إلى آخره . ووجهة النظر في القياس الجدلي إفحام الخصم ، وقد تحقق بهذا الجواب بمقتضى اعترافه واعتقاده فإن مقتضى هذا الاعتراف والاعتقاد هو أنه تعالى تام الفاعلية ، ومقتضى الاعتراض والسؤال هو سلب ذاك وابتلاء اللعين بالمناقضة ، وهذا هو إفحامه تعالى في المقام . ولسيدنا الأستاذ صالح المتألهين ( قدس سره ) بيان تفصيلي في دفع هذه الشبهات ، إلا أنه عدها ستا ذكرها في " تفسير الميزان " ونلخصها فيما يلي ، قال : أما الشبهة الأولى : فالمراد بالحكمة - وهي جهة الخير والصلاح الذي يدعو الفاعل إلى الفعل في الخلق - إما الحكمة في مطلق الخلق - وهو ما سوى سبحانه من العالم - وإما الحكمة في خلق الإنسان خاصة : فإن كان سؤالا عن الحكمة في مطلق الخلق فمن المبرهن عليه أنه فاعل تام لمجموع ما سواه غير مفتقر إلى متمم يتمم فاعليته ، فهو مبدأ لما سواه منبع لكل خير ورحمة بذاته ، واقتضاء المبدأ لما هو مبدأ له ضروري ، والسؤال عن الضروري لغو . كما أن ملكة الجود تقتضي بذاتها أن تنشر أثرها ، فظهور أثرها ضروري لها . وأما حديث الخير والغاية المقصودة للفاعل في فعله فإنما يحكم العقل بوجوب الغاية الزائدة على الفاعل في الفاعل الناقص الذي يستكمل بفعله . وأما الفاعل الذي عنده كل خير وكمال فغايته ذاته ، نعم يترتب على فعله فوائد ومنافع غير مقصودة إلا ثانيا وبالعرض . وإن كان السؤال عن الحكمة في خلق الإنسان كما يشعر به قوله بعد : " لا سيما وقد
92
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 92