نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 90
الممكن ، فلا يتصور النظام الأتم منه . فالسؤال باللمية والغاية والغرض سؤال ناش من الجهل ، كما أن الأسئلة السبعة المعروفة لإبليس واقعة من جهل اللعين ، والحق تعالى أجابه بالوجه الإجمالي الأحسن بقوله : " لا اسئل عما أفعل " فهو - عز وجل - لأجل أكملية فعله لا يسأل باللمية المطلوب بها انطباق الفعل على الأكمل الأصلح ، ولا أكمل ولا أصلح من فعله ومن النظام الجاري ، فلا يقع موردا للسؤال ، انتهى . أقول : يجب أن تعلم الفرق بين طلب اللمية لفعله بمعنى السؤال عن سبب به يصير الفاعل فاعلا ، وقد عبر عنه الإمام الراحل ( رحمه الله ) بالفعل المطلق ، وبين طلبها بمعنى سبب فعله وما به يصير هذا الفعل متعينا في الصدور وموجودا على الخصوص دون غيره في هذه المرتبة . فالسؤال على الوجه الأول باطل في حقه - جل اسمه - لأن فاعليته تعالى بذاته والذاتي لا يعلل ، والداعي له في إيجاد العالم - وهو علمه بالنظام الأتم - عين ذاته ، فذاته المتعالية كما أنها فاعلة فهي علة غائية وغاية لسلسلة الموجودات . وأما السؤال وطلب اللمية على الوجه الثاني فليس المراد بنفي التعليل في الآية هذا المعنى - كما زعم الأشعري ومن يتبعه - بل المراد بنفي التعليل فيها هو نفي " لم " عن فعله المطلق لا عن فعله مطلقا ، بل السؤال عن أفعاله تعالى على الوجه الثاني مرغوب بحسب الغايات القريبة والمتوسطة ، ككون الطواحن من الأسنان عريضة لغاية هي جودة المضغ ، وهي أيضا لغاية هي جودة الهضم الأول ، وهي لجودة الهضم الثاني ، وهلم إلى غاية هي تغذية بدن الإنسان على وجه موافق لمزاجه ، وهي لغاية هي حصول المزاج الكامل ، وهو لغاية هي فيضان الكمال النفسي ، وغايته حصول العقل بالملكة ثم بالفعل ثم العقل الفعال ، وغايته البارئ المتعالي ، إلى غير ذلك مما تعرض له الحكماء الشامخون في كتبهم ، لا سيما صدر المتألهين ( رحمه الله ) في " الأسفار " .
90
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 90