نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 88
إشكال ينشأ من قوله : " وبنعمتي قويت على معصيتي " وعلى هذا فينسب المعاصي والنقائص إلى الله تعالى ، فتصدى لرفع هذا الإشكال على وجه البرهان بقوله : " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ، وذلك أني أولى بحسناتك منك . . . " إلى آخره ، يعني أنه تعالى حيث كان صرف الكمال والجمال فما يصدر منه سبحانه هو الكمال والخير ، وما يترائى من نقص وشر فيرجع إلى العدم والماهيات وتضايق دار التضاد ، فلا يكون متعلقا للجعل والإفاضة . فالخيرات والحسنات كلها من الحق ، والشرور والسيئات كلها من قصور الذات والنقص في الموجودات . فما هو المعروف من أن السعادة والشقاوة ذاتيتان للأشياء وليستا بمجعولتين ، ففي جانب السعادة لا أصل له فإن السعادة - كما سيأتي - مجعولة ومفاضة من الحق المتعالي ، وأما في جانب الشقاوة فصحيح حيث علمت أنها راجعة إلى العدم والنقص ، وهو دون الجعل والإفاضة . ولما كان بعد هذا البيان البرهاني مظنة شبهة أخرى ، وهي أن مقتضى البرهان في جانب الخيرات هو عزل الموجودات عن الدخالة فيها ، وفي جانب الشرور هو عزل القدرة الواجبة ، وذلك يستلزم الجبر والتفويض ، وهو خلاف المقرر في مسلك العرفان وطريقة البرهان ، فدفعها بقوله : " أني أولى بحسناتك " إلى قوله : " وأنت أولى . . . " إلى آخره . ففي إثبات الأولوية إثبات انتساب الفعل إلى الطرفين . وأما بيان أولوية الحق من العبد في الخيرات والحسنات مع الانتساب إلى العبد ، فلأن نسبة الخيرات إلى مبدأ المبادئ - جل وعلا - بالذات ، حيث إن الخيرات ذاتية للوجود وإلى الممكن بالجعل ، فيكون الانتساب بالعرض في الممكن . وأما في الشرور والسيئات فالأمر بالعكس .
88
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 88