نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 37
وليعلم : أن إيحاء الوحي وإنزال الكتب وإرسال الرسل جزء من النظام الأتم الكياني التابع للنظام الأجمل الرباني ، وكيفية تعلق الإرادة بها ككيفية تعلقها بالنظام الكياني بنحو التبعية والاستجرار للنظام الرباني ، أي حضرة الأسماء والصفات وهي الكنز المخفي المحبوب بالذات ، والمحب والمحبوب والحب عين الذات [ 13 ] . فتحصل مما ذكرنا : وهن تمسك الأشعري لإثبات مطلوبه بالأوامر الامتحانية ، فإنه مع ما عرفت بطلانه لو فرض كلام نفسي وطلب نفسي لنا فهما ، لا يمكن تصورهما في ذات القيوم الواجب جل وعلا ، وهل هذا إلا قياس الحق بالخلق ، والتراب برب الأرباب ، ولعل النملة ترى أن لله تعالى زبانيين ( 1 ) . كما اتضح وهن كلام المحقق الخراساني ( رحمه الله ) ( 2 ) ، من أنه ليس في الأوامر الامتحانية إرادة حقيقية ولا طلب حقيقي بل فيها إرادة إنشائية وطلب إنشائي ، فإنه - مضافا إلى ما عرفت - يرد عليه أنه لا معنى محصل للإرادة الإنشائية ، بل لا معنى للوجود الإنشائي والاعتباري للحقائق المتحققة كالسماء والأرض والإنسان . نعم يعتبر العقلاء أمورا لا حقيقة لها لمسيس الحاجة إليها ، كالزوجية والملكية وسائر الاعتباريات . فليس للإرادة والطلب فرد حقيقي وفرد إنشائي [ 14 ] . [ 13 ] سيجئ منه كلام في الخاتمة مرتبط بالوحي والرسالة ، فانتظر إفاضة البحث هناك إن شاء الله . [ 14 ] قوله ( قدس سره ) : " ولعل النملة . . . " إلى آخره ، اقتباس من الحديث المروي عن مولانا الباقر ( عليه السلام ) ، رواه في " القبسات " : ونعم ما قال عالم من أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) : " هل يسمى