نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 15
طائفة بعض المقدمات : فالحنابلة ذهبوا إلى أن كلامه تعالى حروف وأصوات وهي قديمة ، ومنعوا أن كل ما هو مؤلف من حروف وأصوات مرتبة فهو حادث ، بل قال بعضهم بقدم الجلد والغلاف ! والأشاعرة قالوا : كلامه تعالى معنى واحد بسيط قائم بذاته قديم ، فهم منعوا أن كلامه تعالى مؤلف من الحروف والأصوات . وفي " شرح العقائد العضدية " للمحقق جلال الدواني مع التعليقات للعلامة المتحمس للحق ، الشيخ محمد عبده : لا نزاع بين الشيخ - الأشعري - والمعتزلة في حدوث الكلام اللفظي ، وإنما نزاعهم في إثبات الكلام النفسي وعدمه . وذهب المصنف إلى أن مذهب الشيخ أن الألفاظ أيضا قديمة ، وأفرد في ذلك مقالة وذكر فيها : أن لفظ " المعنى " يطلق تارة على مدلول اللفظ ، وأخرى على القائم بالغير . والشيخ لما قال : " الكلام هو المعنى النفسي " فهم الأصحاب منه أن مراده به مدلول اللفظ ، وهو القديم عنده . وأما العبارات فإنما تسمى كلاما مجازا لدلالتها على ما هو الكلام الحقيقي ، حتى صرحوا بأن الألفاظ حادثة على مذهبه ، ولكنها ليست كلاما له تعالى حقيقة . قال عبده : ليس النزاع في الكلام اللفظي فإنه حادث باتفاق ، وإنما النزاع في إثبات الكلام النفسي ، والشيخ لم يثبت الكلام النفسي إلا لترويج ظواهر النصوص الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق وما يشبه ذلك . وهذه إنما تدل على قدم الكلام اللفظي ، وإن كان لفظ الكلام حقيقة فيه فقط ، وعلى قدم اللفظي والنفسي معا إن كان حقيقة فيهما ، فإن خصه بالنفسي فذلك تأويل أو ترجيح لأحد معنيي المشترك بدون موجب . مع أن له لوازم كثيرة فاسدة ، كعدم تكفير من أنكر كلامية ما بين دفتي المصحف ، وعدم المعارضة والتحدي بما هو كلام الله حقيقة ، وعدم كون المقروء المحفوظ كلام الله تعالى ، إلى غير ذلك مما لا يخفى فساده .
15
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 15