نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 138
أقول : امتناع ذاتية السعادة والشقاوة بالمعنى المذكور بعد هذا التبيان صار واضحا كالنار على المنار ، بل كالشمس في رائعة النهار ، إلا أن لإمكانها بالمعنى الدارج في لسان العرفان وأرباب الشهود مجالا واسعا لا يخفى على من راجع إلى كتبهم ، فضلا عمن زاول فنهم ، ولا سيما كتب الشيخ محيي الدين بن عربي ، خصوصا كتابه الموسوم ب " فصوص الحكم " فإنه أفصح عن ذاتية السعادة والشقاوة بالمعنى الدارج في مرامهم ، وإني الخص مقصدهم في الباب على وجه الإيجاز : فأقول : قالوا إن للأسماء الإلهية صورا معقولة في علمه تعالى ، لأنه عالم بذاته لذاته وأسمائه وصفاته ، وتلك الصور العلمية من حيث إنهما عين الذات المتجلية بتعين خاص ونسبة معينة هي المسماة بالأعيان الثابتة ، سواء كانت كلية أو جزئية في اصطلاح أهل الله . وتسمى كلياتها بالماهيات والحقائق وجزئياتها بالهويات عند أهل النظر . فالماهيات هي الصور الكلية الأسمائية المتعينة في الحضرة العلمية تعينا أوليا . وتلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الأقدس والتجلي الأول بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا هو ظهورها وكمالها ، فإن الفيض الإلهي ينقسم بالفيض الأقدس والفيض المقدس . وبالأول تحصل الأعيان الثابتة واستعداداتها الأصلية في العلم . وبالثاني تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . فالأعيان من حيث إنها صور علمية لا توصف بأنها مجعولة ، لأنها حينئذ معدومة في الخارج ، فالجعل إنما يتعلق بها بالنسبة إلى الخارج ، وليس جعلها إلا إيجادها في الخارج . والأعيان من حيث إنها أرواح للحقائق الخارجية ولها جهة المربوبية والربوبية تقبل الفيض بالأولى وترب صورها الخارجية بالثانية . فالأسماء مفاتيح الغيب والشهادة مطلقا ، والأعيان الممكنة مفاتيح الشهادة . قال الإمام الراحل ( قدس سره ) في " المصباح " : هذه الحضرة - حضرة الأعيان الثابتة - هي حضرة القضاء الإلهي والقدر الربوبي ، وفيها يختص كل صاحب مقام بمقامه ، ويقدر كل
138
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 138