نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 123
وإنما هي تتحقق في المرتبة المآلية منه ، وهي تعيناته . فالمشية لاندكاكها في الذات الأحدية واستهلاكها في الذات السرمدية لم يكن لها حكم حتى يقال في حقها : إنها صادرة أو غير صادرة . وأما العرفاء الشامخون والأولياء المهاجرون لما كان نظرهم إلى الوحدة وعدم شهود الكثرة لم ينظروا إلى تعينات العوالم ، ملكها وملكوتها ناسوتها أو جبروتها ، ويروا أن تعينات الوجود المطلق المعبر عنها بالماهيات والعوالم - أية عوالم كانت - اعتبار وخيال ، ولذا قيل : العالم عند الأحرار خيال في خيال . وقال الشيخ الكبير محيي الدين : العالم غيب ما ظهر قط ، والحق ظاهر ما غاب قط ، فما كان في دار التحقق والوجود ومحفل الغيب والشهود إلا الحق ظاهرا وباطنا أولا وآخرا ، وما وراءه من تلبيسات الوهم واختراعات الخيال . مطلع : بل نرجع ونقول : إن كلام المحقق القونوي أيضا ليس عند العرفاء الكاملين بشئ ، بل ما توهم أنه من كلمات الأولياء الشامخين عندهم فاسد وفي سوق أهل المعرفة كاسد ، فإن الصدور لا بد له من مصدر وصادر ويتقوم بالغيرية والسوائية ، وهي مخالفة لطريقة أصحاب العرفان ، وغير مناسبة لذوق أرباب الإيقان ، ولذا تراهم يعبرون عن ذلك حيث يعبرون بالظهور والتجلي أمن وراء الحق شئ حتى ينسب الصدور إليه ؟ ! بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن . قال مولانا أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في دعاء عرفة : " ألغيرك من الظهور ما ليس لك ؟ " صدق ولي الله - روحي له الفداء - فالعالم بجهته السوائية ما ظهر قط ، والكلي الطبيعي غير موجود في نظر أهل الحق ، انتهى ما أردنا نقله .
123
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 123