نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 115
ارتياب في أن هذا العلم من لوازم نوعيته قد وهبه واهب العطايا لتشخيص كماله عن غيره ، ليفعل ما فيه كماله النوعي ، كالإنسان الجالس على سفرة متلونة الأطعمة والأدم ، وهو ينظر إليها ويتأملها فردا فردا لأن يجد منها ما هو واجد لما يلائمه من وصف الكمال ، فيأخذه ويترك غيره . وهذا الانتخاب والأخذ والانعطاف إلى أحد الطرفين يسمى اختيارا . 3 - الإرادة : فإنه بعد تمامية الاختيار والانعطاف إلى أحد الطرفين يتحقق في نفس الفاعل شوق إلى الفعل ، وهي كيفية نفسانية غير العلم الموصوف ، وبتأكده واشتداده تتحقق الإرادة في النفس . وهي أيضا غير العلم والشوق المذكورين ، وعند تحققها يتحرك العضلات بالقوة العاملة المنبثة فيها . ينبغي أن يعلم : أن للنفس الحيوانية قوتين : إحداهما مدركة يطلب تفصيلها من محلها . وثانيتها محركة ، وهي منقسمة إلى باعثة وعاملة : أما الباعثة - المسماة بالشوقية - فهي القوة التي إذا ارتسمت في النفس صورة مطلوبة أو مهروب عنها بعثت العاملة على التحريك ، فإن بعثت العاملة إلى تحصيل الصورة المطلوبة سميت قوة شهوية ، وإن بعثتها إلى دفع المهروب عنها سميت قوة غضبية . فالقوة الباعثة ذات شعبتين : شهوية وغضبية . وأما العاملة المباشرة للتحريك : فهي التي من شأنها إعداد العضلات للتحريك على ما فصلوه في موضعه . هذا كله في تفسير القدرة والاختيار والإرادة عندنا . فمن المعلوم : أنها بحدودها المادية توجد عندنا ، ولا توجد بتلك الحدود والقيود في الواجب سبحانه وتعالى ، فإنه - عز وجل - وجود صرف ومطلق غير مقيد بقيد ولا محدود بحد ، وفاعل للكل بنفس ذاته .
115
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 115