نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 134
[ التحقيق : كون السعادة والشقاوة كسبيتين ] إذا عرفت ما تلونا عليك اتضح لك : أن السعادة والشقاوة ليستا ذاتيتين غير معللتين ، لعدم كونهما جزء ذات الإنسان ولا لازم ماهيته ، بل هما من الأمور الوجودية التي تكون معللة بل مكسوبة باختيار العبد وإرادته . فمبدأ السعادة هو العقائد الحقة والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة ، ومبدأ الشقاوة مقابلاتها مما يكون له في النفس آثار وصور ويرى جزاءها وصورها الغيبية في عالم الآخرة على ما هو المقرر في لسان الشرع والكتب العقلية المعدة لتفاصيل ذلك ( 1 ) . فتحصل مما ذكرنا : أن السعادة والشقاوة لما كانتا من الحيثيات الوجودية وهي كما عرفت معللة كلها ، فلا سبيل إلى القول بأنها من الذاتيات الغير المعللة . والمحقق الخراساني ( قدس سره ) قد أخذ هذه القضية من محالها واستعملها في غير محلها فصار غرضا للإشكال ( 2 ) [ 38 ] . [ 38 ] أقول : إن ما ذكره الأستاذ الإمام ( قدس سره ) في معنى السعادة والشقاوة لدى متفاهم العرف والعقلاء لا ينبغي الارتياب فيه ، وهو المصرح به في كلام رئيس العقلاء ، ولكنه ترك لنا بعض المجال لتوضيح ذلك : فأقول : إن دار الطبيعة حيث كانت موقف الاستكمال الشامل لجميع الموجودات المادية - ومنها النوع الإنساني - فإنه أول أمره موجود بالقوة فله كمال ما به يتم ويستكمل ذاته . فذاك الكمال المترقب الذي به يتم ذاته نسميه خيرا ، وله عدم ما إذا عرضه لم يتكمل ذاته ونسميه شرا ، ومن البديهي أنه في الوصول إلى كماله يسلك سبيل التدريج ، فلا محالة بينه وبين كماله أوساط ونسميها بالنوافع ، كما أن بينه وبين الشر وسائط ونسميها بالضوار . فللإنسان في سلوكه خير وشر ونافع وضار ، فالكمال المطلق خير مطلق وعدمه