نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 135
شر مطلق ، وهناك نافع مطلق وضار مطلق . والخير المختص بالقياس إلى شئ بما هو مختص نسميه سعادة ذلك الشئ ، فهو يختص به وينحوه باستعداده الأول المعد له فطرة ، لاقتناء الفضائل . ثم إذا طرأ عليه ما أعده لاقتناء الرذائل قصدها بالاستعداد الثاني ، ولا تكون هي خيرا وسعادة بالقياس إلى ذاته ، بل تكون شرا وشقاوة بالنسبة إليها . فإدراك هذا الخير ونيله ووجدانه هو السعادة المعبر عنها باللذة المعرفة في كلام رئيس العقلاء ( رحمه الله ) : أن اللذة هي إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك كمال وخير من حيث هو كذلك . كما عرف الألم بقوله : هو إدراك ونيل لوصول ما هو عند المدرك آفة وشر . قال المحقق الشارح : إنما لم يقتصر على الإدراك لأن درك الشئ قد يكون بحصول صورة تساويه ونيله لا يكون إلا بحصول ذاته ، واللذة لا تتم بحصول ما يساوي اللذيذ ، بل إنما تتم بحصول ذاته . وإنما قال : " ما هو عند المدرك كمال وخير " لأن الشئ قد يكون كمالا وخيرا بالقياس إلى شئ وهو لا يعتقد كماليته وخيريته فلا يلتذ به ، وقد لا يكون كذلك وهو يعتقده فيلتذ به ، فالمعتبر كماليته وخيريته عند المدرك لا في نفس الأمر . وكيف كان : فالسعادة والشقاوة من الأمور العرضية المعللة ، وليستا ذاتيتين غير معللتين ، لعدم كونهما من أجزاء ماهية الإنسان ولا من لوازم ماهيته ، بل هما من الأمور الوجودية في حيطة اكتساب العبد باختياره وإرادته ، كما أفصح عند الإمام الراحل ببيانه ، فإن ذلك مما لا ينبغي إصغاؤه بظاهره ، إذ لو رجع إلى صرف التصور من غير التماس مطابقة للواقع الخارجي فهو تلاعب بالحقائق ، ولو رجع إلى اقتضاء لذوات نوع الإنسان تملك به سعادتها وشقاوتها بحيث لا يبقى لله سبحانه في خلقه إلا إظهار ما كان دفينا في ذواتها ، كان ذلك إبطالا لإطلاق ملك الله سبحانه وتحديدا لسلطانه ، والعقل والنقل متعاضدان على خلافه .
135
نام کتاب : حديث الطلب والإرادة نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 135