الخلق يوم يجمعهم الله ؟ فقام إليه أبو أيوب الأنصاري ، فقال : بلى يا أمير المؤمنين ، حدِّثنا ، فإنك كنت تشهد ونغيب ، فقال : إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب ، لا ينكر فضلهم إلاَّ كافر ، ولا يجحد به إلاَّ جاحد ، فقام عمار بن ياسر رحمه الله فقال : يا أمير المؤمنين ، سمِّهم لنا لنعرفهم ، فقال : إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل ، وإن أفضل الرسل محمَّد ، وإن أفضل كل أمة بعد نبيِّها وصيُّ نبيِّها حتى يدركه نبيٌّ ، ألا وإن أفضل الأوصياء وصيُّ محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ألا وإن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء ، ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة ، لم يُنحل أحدٌ من هذه الأمة جناحان غيره ، شيء كرَّم الله به محمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وشرَّفه ، والسبطان : الحسن والحسين ، والمهدي ( عليه السلام ) يجعله الله من يشاء منّا أهل البيت ، ثمَّ تلا هذه الآية : * ( وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً ) * ( 1 ) . قال الراوي : وكان جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقاً وخلقاً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان جعفر أكبر من عليٍّ بعشر سنين ، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين ، وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين ، وكان جعفر من المهاجرين الأولين ، هاجر إلى أرض الحبشة ، وقدم منها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين فتح خيبر ، فتلقَّاه النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) واعتنقه ، وقال : ما أدري بأيِّهما أنا أشدُّ فرحاً ، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ وكان قدومه وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة ، واختطَّ له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى جنب المسجد ، ثمَّ غزا غزوة مؤتة في سنة ثمان من الهجرة ، وقاتل فيها حتى قُطعت يداه جميعاً ، ثمَّ قُتل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء ، فمن هنالك قيل له : جعفر ذو