أبناء الأنصار لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بايعهم على أن يمنعوا محمداً وأبناءه وأهله وذرّيّته مما يمنعون منه أنفسهم وأبناءهم وأهلهم وذراريهم فلم يفوا ، اللهم اشدد وطأتك على الأنصار ( 1 ) . وقال منصور النمري رحمه الله تعالى في ظلامة أهل البيت ( عليهم السلام ) : < شعر > آلُ النبيِّ وَمَنْ يُحِبُّهُمُ * يتطامنون مَخَافَةَ الْقَتْلِ أَمِنَ النصارى واليهودُ وَهُمْ * من أُمَّةِ التوحيدِ في أَزْلِ ( 2 ) < / شعر > وقد أُنْشِدَ الرشيد هذين البيتين بعد موت منصور النمري رحمه الله تعالى ، فقال الرشيد - بعد أن أرسل إليه من يقتله ، فوجده قد مات - : لقد هممت أن أنبش عظامه فأحرقها . . ( 3 ) وقال في طبقات الشعراء : إن الرشيد بعد سماعه لمدائح النمري في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أمر أبا عصمة بأن يخرج من ساعته إلى الرقّة ، ليسلَّ لسان منصور من قفاه ، ويقطع يده ورجله ، ثمَّ يضرب عنقه ، ويحمل إليه رأسه ، بعد أن يصلب بدنه ، فخرج أبو عصمة لذلك ، فلمَّا صار بباب الرقّة استقبلته جنازة النمري ، فرجع إلى الرشيد فأعلمه ، فقال له الرشيد : ويلي عليك يا بن الفاعلة ، فأَلاَّ إذ صادفته ميِّتاً فأحرقته بالنار ! ( 4 ) . وروى ابن أبي الحديد المعتزلي أيضاً ، قال : لما ولي خالد بن عبد الله القسري مكة - وكان إذا خطب بها لعن علياً والحسن والحسين ( عليهم السلام ) - فقال عبيد الله بن كثير السهمي وقد أخذ بأستار الكعبة : < شعر > لعن اللهُ مَنْ يسبُّ عليّاً * وحسيناً من سُوقَة وَإِمَامِ < / شعر >
1 - شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 6 / 44 - 45 ، مقاتل الطالبيين ، الإصبهاني : 149 . 2 - زهر الآداب وثمر الألباب ، القيرواني : 2 / 650 ، طبقات الشعراء ، ابن المعتز العباسي : 225 . 3 - زهر الآداب ، هامش المستطرف : 1 / 254 ، الشعر والشعراء : 547 . 4 - طبقات الشعراء ، ابن المعتز العباسي : 223 .