أبي عبيد إلى عمر بن سعد مولاه أبا عمر فقتله ، وقتل حفص بن عمر بن سعد ( 1 ) . وعن رباح بن مسلم ، عن أبيه قال : قال ابن مطيع لعمر بن سعد بن أبي وقاص : اخترت همذان والريّ على قتل ابن عمِّك ؟ فقال عمر : كانت أمور قضيت من السماء ، وقد أعذرت إلى ابن عمي قبل الوقعة فأبى إلاَّ ما أتى ، فلمَّا خرج ابن مطيع وهرب من المختار سار المختار بأصحابه إلى منزل عمر بن سعد فقتله في داره ، وقتل ابنه أسوأ قتلة ( 2 ) . وروى ابن عساكر عن عمران بن ميثم قال : كنت جالساً عند المختار عن يمينه ، والهيثم بن الأسود عن يساره ، فقال : والله لأقتلن غداً رجلا يرضي قتله أهل السماء وأهل الأرض ، قال : وقد كان أعطى عمر بن سعد أماناً على أن لا يخرج من الكوفة إلاَّ بإذنه . قال : فأتى عمر بن سعد رجل ، فقال : إن المختار حلف ليقتلن غداً رجلا ، والله ما أحسبه يعني غيرك ، قال : فخرج حتى نزل حمام عمر ، فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ؟ فرجع فدخل داره ، فلمَّا كان من الغد غدوت فدخلت على المختار ، وجاء الهيثم بن الأسود فقعد ، قال : فجاء حفص بن عمر ، فقال للمختار : يقول لك أبو حفص : أتفي لنا بالذي كان بيننا وبينك ؟ قال : اجلس ، قال : فجلس ، ودعا المختار أبا عمرة ، فجاء رجل قصير يتخشخش في الحديد فسارَّه ، ثمَّ دعا رجلين ، فقال : اذهبا معه ، قال : فذهب ، فوالله ما أحسبه بلغ دار عمر حتى جاء برأسه ، فقال حفص : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فقال المختار : اضرب عنقه ، وقال : عمر بالحسين ( عليه السلام ) ، وحفص بعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، ولا سواء ( 3 ) .
1 - تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 45 / 54 . 2 - تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 45 / 54 - 55 ، الطبقات الكبرى ، ابن سعد : 5 / 148 . 3 - تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 45 / 55 - 56 .