فنزلوا في طريقهم بمنزل تحت نخل يابس من العطش ، ففرش للحسين تحتها ، وبإزائه نخل ليس عليها رطب ، قال : فرفع يده ، ودعا بكلام لم أفهمه ، فاخضرَّت النخلة وعادت إلى حالها وحملت رطباً ، فقال الجمَّال الذي اكترى منه : هذا سحر والله ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : ويلك ، إنه ليس بسحر ، ولكنها دعوة ابن نبيٍّ مستجابة ، ثم صعدوا النخلة فجنوا منها ما كفاهم جميعاً ( 1 ) . وروى بعض الأصحاب في كتاب له اسمه التحفة في الكلام ، قال : روى عبد الله بن عباس ، قال : كنت جالساً عند الحسين ( عليه السلام ) ، فجاءه أعرابي وقال : ضلَّ بعيري وليس لي غيره ، وأنت ابن رسول الله ، أرشدني إليه ، فقال ( عليه السلام ) : اذهب إلى موضع كذا فإنه فيه ، وفي مقابله أسد ، فذهب إلى ذلك الموضع فوجده كما قال ( عليه السلام ) . وروى السيد ولي بن نعمة الله الرضوي في كتاب ( مجمع البحرين في مناقب السبطين ( عليهما السلام ) ) نقلا من كتاب البهجة ، عن ابن عباس : أن أعرابياً قال للحسين ( عليه السلام ) يا ابن رسول الله ! فقدت ناقتي ، ولم يكن عندي غيرها ، وكان أبوك يرشد الضالة ، ويبلغ المفقود إلى صاحبه ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : اذهب إلى الموضع الفلاني تجد ناقتك واقفة وفي مواجهها ذئب أسود ، قال : فتوجَّه الأعرابي إلى الموضع ، ثمَّ رجع فقال للحسين ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ، وجدت ناقتي في الموضع الفلاني ( 2 ) . وروى الحسن البصري وأم سلمة : أن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) دخلا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبين يديه جبرئيل ، فجعلا يدوران يشبِّهانه بدحية الكلبي ، فجعل جبرئيل يومىء بيده كالمتناول شيئاً ، فإذا في يده تفَّاحة وسفرجلة ورمَّانة ، فناولهما ، وتهلَّل وجههما وسعيا إلى جدِّهما ، فأخذ منهما فشمَّهما ، ثمَّ قال : صيرا إلى