نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 20
حتى أنهم حبسوا علماء الشيعة وأبعدوهم وحكموا بعض الأمراء من أهل السنة من لم يرحم الشيعة ووقع فيهم قتلا ونهبا ! ! . ويرشدنا إلى عقيدة بني بويه ويوضحه لنا نص نقله ابن كثير ، قال : . . . لأن بني بويه ومن معهم من الديلم كان فيهم تعسف شديد ، يرون أن بني العباس قد غصبوا الأمر من العلويين ، حتى عزم معز الدولة على تحويل الخلافة إلى العلويين ، واستشار أصحابه ، فكلهم أشار عليه بذلك ، إلا رجلا واحدا من أصحابه كان سديد الرأي فيهم ، فقال : لا أرى لك ذلك ! فقال : ولم ذاك ؟ قال : لأن هذا خليفة ترى أنت وأصحابك أنه غير صحيح الإمارة ، حتى لو أمرت بقتله قتله أصحابك ، ولو وليت رجلا من العلويين اعتقدت أنت وأصحابك ولايته صحيحة ، فلو أمرت بقتله لم تطع بذلك ، ولو أمر بقتلك لقتلك أصحابك ، فلما فهم ذلك صرفه عن رأيه الأول ، وترك ما كان عزم عليه للدنيا لا لله ، انتهى نص ابن كثير . ويظهر للمتأمل بوضوح من عدة قرائن أن بني بويه عزموا على المساواة بين الشيعة والسنة ، واعتبروا أنفسهم قادة لكل المسلمين ، وأعطوا الحرية لبقية المذاهب . فمثلا كانوا يحكمون على بغداد حكام سنة ، ويعطوهم الحرية التامة ، وكان القضاة في بغداد بيد السنة ، حتى أنهم جعلوه في سنة لعالم شيعي ، فلم يمضه الخليفة ، وسكتوا ولم يجبروه على القبول . وكثيرا ما كان الحكام على بغداد يمنعون الشيعة من إقامة مراسم محرم والغدير ، فلم يعارضهم بنو بويه بشئ ، بل كانت في بعض الأحيان تصدر أوامر من الحكام بتبعيد علماء الشيعة ومنعهم من الجلوس للدرس ولا اعتراض ولا أي شئ يحدث من قبل البويهيين ! ! .
20
نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 20