نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 19
وكانوا أصحاب شجاعة وهمة عالية ، وصاروا أمراء . وفي سنة 319 ه خرج مردادنج الديلمي ، فاستولى على حمدان ، فراسله الخليفة المقتدر بالله سنة 320 ه يلاطفه ، وبعث إليه بالعهد واللواء والخلع ، وأمكنه من آذربايجان وأرمينية وأران وقم ونهاوند وسجستان . وفي سنة 322 ه في خلافة القاهر بالله خرج عن طاعة مردادنج أمير من أمرائه ، وهو علي بن بويه بعد أن اقتطع مالا جزيلا ، فحاربه أمير فارس محمد بن ياقوت فهزم أمام ابن بويه ، واستولى علي بن بويه على إقليم فارس ، فكان هذا أول ظهور بني بويه . واستمر حكمهم على البلدان كافة ، وكانوا قد بايعوا للخليفة العباسي ، وانحطت الخلافة إلى رتبة أصبح الخليفة لا حول له ولا قوة ولا أمر ، والأمر كله بيد بني بويه ، ومر في الفصل الذي قبله ذكر من حكم منهم في عهد الشيخ المفيد . وكان آخر ملوك بني بويه هو ملك الملك الرحيم أبي نصر خسرو ، توفي سنة 450 ه ، وهي آخر سنة مملكتهم ، وشرعت بعدهم الدولة السلجوقية . راجع : دول الإسلام : 173 و 176 ، النجوم الزاهرة : 3 / 244 / 245 ، معجم البلدان : 2 / 544 ، المنتظم : 6 / 268 271 ، الكامل في التاريخ : 8 / 275 278 ، شذرات الذهب : 2 / 188 ، نهاية الأرب : 26 / 163 267 . وأما عقيدة بني بويه ، فإنهم كانوا شيعة إمامية اثني عشرية ، وما نسب إليهم من أنهم زيدية لا دليل عليه ، وكانوا يعتقدون بالتشيع وأنه المذهب الحق ، ويدافعون عن الشيعة ، بيد أنهم كانوا يؤثرون مصالحهم السياسية على الاعتبارات الدينية ، وكان مقر حكومتهم بغداد العاصمة السنية التي يقطنها أقلية شيعية ، فكانوا مع الشيعة ما دامت مصالحهم لم تتعرض إلى خطر ، فإذا تعرضت تركوا كل شئ ،
19
نام کتاب : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد نویسنده : الشيخ فارس الحسون جلد : 1 صفحه : 19