نام کتاب : الشيعة وفنون الإسلام نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 4
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله خير الخلق . وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين . أما بعد فمنذ بضعة أعوام خلت كتبت رسالة صغيرة بعنوان بين الشيعة وأهل السنة ضمنتها أملا كبيرا ، ورغبة ملحة ، في أن يتلاقى الشيعة وأهل السنة ، عند مبادئ الإخوة والمحبة ، والمودة ، والمصافاة ، ونبذ ما غرسه أعداء الفريقين في النفوس من عوامل الفرقة والشقاق . ودعوت إلى أن ينظر كل فريق إلى وجهه نظر الفريق الآخر ، نظرة العالم الذي يبحث عن الحق ، ويدرك أن الحق أحق أن يتبع . وقلت : أنه إذا كان الأثر الذي توارثناه عن سلفنا الصالح قد أكد ضرورة الحرص على الحق أين وجد ، وأعلن أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها ولو من فم كافر ، وأوضح أن العاقل لا يعرف الحق بالرجال ، وإنما يعرف الحق بالدلائل والبراهين ، فإذا عرفه عرف به أهله ، فقد أصبح لزاما علينا - نحن أبناء هذا الجيل - أن نحرص على الحق ، وأن نأخذ أنفسنا للدعوة إليه ، وأن نجتمع حوله ، غير ناظرين إلى من دعانا إليه وعرفنا به ، اللهم إلا نظرة إكبار وإعظام وإجلال . ومن المسلم به لديهم أيضا ضرورة احترام كل واحد من الباحثين لوجهة نظر الآخرين في المسائل المتحملة لضروب من العراك الفكري ، حتى أنهم ليختلفون ويكونون في ذات الوقت أصدقاء وأحباء وأصفياء . ورحم الله من يقول : اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
4
نام کتاب : الشيعة وفنون الإسلام نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 4