responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 260


أَوجَدَها ، انّها لا يمكن بطبيعة الحال أن تستقيم وتنتظم بغير مدبِّر دَبرّ أمرَها .
* اذِ من المستحيل الذي لا يمكن أَن يكون أبداً انها وُجدَت صُدفةً ، لأنّ الصُدّفة مستحيلة هي الأخرى ، كما لا يمكن ان توجد بغير سَبَب فهي محتاجة إلى أخرى ، فأما ان تعود في وجودها إلى نفسها فهو الدور الباطل ، أو تعود إلى لاحقتها فتترامى في الوجود إلى ما لا نهاية له في التسلسل ، وهما مستحيلان عقلاً ، كاستحالة القول بأنّ تلك الكائنات أوجَدَت نفسها وترجحّت في الوجود من غير مرجِّح لَها ، فإذا بطل هذا وذاك ، ثبت أن الذي أوجَدَها هو الله تعالى وحده لا شريك له في ايجادها وتكوينها .
* وقد أكدّ القرآن هذا الحكم العقلي بقوله تعالى : * ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلأَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَات لِاُوْلِي الألْبَابِ ) * [1] .
* ويعتقدون بأن الخالق لهذه الموجودات التي تسير وتجري في انتظام محكم متّصف بالكمال المطلق ، والكمال المطلق لا يليق إلاّ بواحد ، فالله واحدٌ لا شريك له ، لأنّ في الشريك له نقصاً عليه ، وقد جاء كتاب الله مؤكداً لحكم العقل بقوله تعالى : * ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا ) * [2] .
* فالله تعالى ليسَ بجسْم ولا مرَكّب ، لاحتياج المركّب في تركيبه إلى الاجزاء ، وكلّ محتاج ممكن ، والمركّب مفتقرٌ إلى فاعل يركّب اجزاءه فيكون مفعولاً ، فلا يكون هو الله ، لأنّه تعالى الفاعل الخالق ، فلا يُمكن أن يكون مفعولاً ومخلوقاً ، فلا يمكن أن يكون جسماً ، ولا يمكن أن يكون في حيّزاً أوفي مكان ، وإلاّ



[1] آل عمران : 190 .
[2] الأنبياء : 22 .

260

نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست