نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : الحاج سعيد أبو معاش جلد : 1 صفحه : 259
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لأَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * [1] وهذه الآية صريحة في لزوم العصمة في الإمام لمن تدّبرها جيّداً . والغرض أنّ أهمّ ما امتازَت به الشيعة عن سائر فرق المسلمين والعامّة هو قولهم بإمامة الأئمة الاثني عشرية وبه سمِّيت هذه الطائفة الحقّة : « الشيعة الإماميّة » إذ ليسَ كلّ الشيعة تقول بذلك ، كيف واسم الشيعة يجري على الكيسانية ، والزيديّة ، والاسماعلية ، والواقفيّة ، والفطحية ، والخطابية وغيرهم من فرق الملاحدة الخارجون عن الإسلام الّذين يتجاوز عددهم المائة أو أكثر . * ولكن يختصْ اسم الشيعة اليوم « بالإماميّة الاثني عشرية » التي تمثّل أكبر طائفة من المسلمين بعد السُنّة ، والقول بالاثني عشر ليس بغريب عن أصول الإسلام وصحاح العامّة ، فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما في الصحيح حديث الاثني عشر خليفة بطرق وأسانيد متعدّدة ، وسنتطرق لذكرها تفصيلاً . « عقيدة الشيعة في توحيد الله » ( 2 ) * تعتقد الشيعة بوجود الله تعالى ، وانّه واحدٌ فردٌ صمدٌ ، لم يلد ولم يولَد ولم يكن له كفُوءاً أَحدٌ ، ودليلهم على ذلك وجود هذه العوالم ، والموجودات التي نراها بباصرة العين في جودة تركيبها ، وعظيم تأليفها ، وبواهر حكمها ، وانتظام نواميسها ، وتبدّل أَحوالها وأطوارها ، من اعلا الإنسان إلى أدنى الجماد ، فاِنَّها بصراحَة وبدافع الفطرة والغريزة الإنسانية بأن لها خالقاً خَلَقها وموجوداً