نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 56
وصلحوا عليه ، فدل ذلك على أن فسادهم عند رئاسة من كرهوه لم يكن استفرغ لأمر يتعلق بأصل الرئاسة . وجملة الرؤساء ، بل لأجل رئيس دون رئيس ، وهؤلاء الخوارج [1] مع خلعهم لطاعة السلطان ومروقهم عن كلمته لم يخلوا من الرؤساء ونصب الأمراء ، ورؤساؤهم في كل وقت بعد آخر معروفون . وكذلك من لم يزل عن هذه الطبقة من أهل الذعارة [2] والتلصص [3] لا بد أن يكون لهم رئيس يفزعون إلى رأيه ، وكبير يتدبرون بتدبيره . فمن نازع منهم الإمامية فيما ادعيناه أولا من أنه لا يجوز أن يكون حكم وجود الرئاسة في الجملة حكم ارتفاعها [4] نبهناه على غفلته ، ورفعه لما هو ثابت في عقله ، وإن خالفنا في الثاني وهو أن بعض العقلاء قد يكره بعض الرؤساء ، ولا ينقاد له ، ويفسد عند ولايته لم يضرنا خلافه لأنا قد بينا أن ذلك - وإن صح - فهو غير قادح في طريقنا . فأما قوله : " وبعد ، فيلزمهم على هذه الطريقة إثبات أئمة ، لأن
[1] الخوارج : كل من خرج على الإمام الحق ويجمعهم القول بالتبري من عثمان وعلي ويقدمون ذلك على كل طاعة ، ولا يصححون المناكحات إلا على ذلك ، ويكفرون أصحاب الكبائر وهم عدة فرق ولكل فرقة فروع منهم المحكمة والأزارقة والصفرية تجد تفصيل ذلك في الكامل للمبرد وشرح نهج البلاغة والملل والنحل للشهرستاني 1 / 115 . [2] الذعارة - بفتح الذال المعجمة والعين المهملة - : التخويف ولعلها تصحيف الدغارة بالدال المهملة والغين المعجمة - من الدغرة : وهي أخذ الشئ اختلاسا . [3] اللص : فعل الشئ في تستر وخفاء ، والسدات يفعلون ذلك كذلك . [4] الارتفاع - هنا - عدم الوجود ويلاحظ أن هذه الكلمة تكررت في الكتاب .
56
نام کتاب : الشافي في الامامة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 56