نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري جلد : 1 صفحه : 378
وفيه : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أقرب ما يكون العبيد إلى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ، وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله ولا بيناته ، فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء . وإن أشد ما يكون غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين ( 1 ) . وفيه : عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري أنه سأل النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هل ينتفع الشيعة بالقائم ( عج ) في غيبته ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب ( 2 ) . أقول : التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب يومئ إلى أمور كما يستفاد من كلمات العلامة المجلسي ( رحمه الله ) ( 3 ) . الأول : أن نور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسطه ( عليه السلام ) ، إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم العلل الغائية لإيجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم والتوسل إليهم يظهر العلوم والمعارف على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحق الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال الله تعالى : * ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) * ( 4 ) ولقد جربنا مرارا لا نحصيها أنه عند انفلاق الأمور وإعضال المسائل والبعد عن جناب الحق تعالى وانسداد أبواب الفيض لما استشفعنا بهم وتوسلنا بأنوارهم ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان . الثاني : كما أن الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ، ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيام غيبته ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كل وقت وزمان ولا ييأسون منه . الثالث : أن منكر وجوده مع وفور ظهور آثاره ، كمنكر وجود الشمس إذا غيبها السحاب عن الأبصار .