responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 111


وهاهنا أمر يقف عليه البحث وهو معرفة الكلمات التي هي محل النزاع ، فمن ذلك لفظة :
الاووركمن ( 1 ) ، يعني المظفر ، وهي في الأصل اليوناني تدل على الغالب والغازي والقاهر في الحرب ، ومنها الموتة الثانية وهي عند النصارى عبارة عن موت الإنسان في الذنب أي انهماكه فيه لا غير ، وأما البعث فإنهم يعترفون بقيام جميع الناس عند ظهور المسيح وبخلود أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ، ولم يتعرضوا للبحث في هذا المقام ، وعند اليهود عبارة عن الموتة التي لا تكون بعدها موتة .
وتقرير ذلك : أنهم يقولون إن مدة مكث هذه الخليقة على حالتها لا يكون إلا سبعة آلاف سنة ، فمن آدم إلى موسى ألفان وثلاثمائة وثمان وستون سنة ، ومن موسى إلى المسيح ثلاثة آلاف وستمائة واثنتان وثلاثون سنة ، وإذا ظهر المسيح تبعث جميع الموتى وتستقيم لهم السلطنة ألف سنة ، وبعد ذلك يفنى من على وجه الأرض ، وتزول هي والسماء ويصير العالم كأن لم يكن ، ثم يستأنف الصانع صنعته الأخرى ، ترادف هذه الصنعة أو تغايرها ، وفيه ما فيه من عدم فساد الأنفس ، إذ الحكماء كلهم متفقون على عدم فسادها ، لأنها لو قبلت الفساد لكانت مركبة من شئ يكون فيها بمنزلة المادة يقبل الفساد [ و ] شئ بمنزلة الصورة يفسد بالفعل ، وينبغي للقائل للفساد أن يبقى مع الفساد وللفساد الفاسد بالفعل أن لا يبقى معه ، والذي يفسد بالفعل غير الذي يقبل الفساد فتكون مركبة ، وليس الأمر كذلك ولأنها لو كانت قابلة للفساد لأشير إليها في النواميس ، لأنها مما عليه التعويل ، ولم يذكر ذلك في شئ من نواميسهم ، فليس بشئ .
وقال بعضهم : إن أنفس الأتقياء تبقى إلى الأبد وأنفس الأشقياء تهلك .
وعند المسلمين : أما أهل السنة والجماعة فالظاهر أنهم لا يعترفون بموتة ثانية ، ولم يذكروا إلا الموتة الأولى والحياة الثانية ، وبعدها يساق الذين آمنوا إلى الجنة والذين كفروا إلى النار ، وقالوا إن الاستثناء في مثل * ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) * ( 2 ) منقطع .
( وأما الإمامية ) فيقولون : إنه إذا ظهر المهدي ( عليه السلام ) ونزل عيسى يرجع حينئذ محمد ( صلى الله عليه وآله ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ويرجع معهم الأبرار والفجار وتستقل لهم المملكة ، واستدلوا بآيات كثيرة منها قوله تعالى : * ( إنا لننصرن رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم


1 - لفظة عبرية . 2 - الدخان : 56 .

111

نام کتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب نویسنده : الشيخ علي اليزدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست