العباد هي الواسطة التي أثبتها الإمامية ، وسائر الفرق من المسلمين الذين أثبتوا للنبي الشفاعة المطلقة ، بل أقول : إن النكتة في العدول من الخطاب إلى الغيبة هي الإشارة والدلالة على أن هذا المقام الكريم ، وغفران الله باستغفار الشفيع غير مختص بشخصية النبي . وإنما هو عام لكل سفير ، ومن له جهة القرب من الله . المقتضية للأهلية للشفاعة . ومنها : قوله تعالى - حكاية من أولاد يعقوب - : يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ، وقول يعقوب : سوف أستغفر لكم ربي ، فإنه صريح في سؤالهم وتوسلهم بأبيهم إلى الله في الاستغفار وطلب العفو ، ونزول الرحمة في الدنيا قبل الآخرة . ومنها : ما تضمن الأمر باستغفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمنين من قوله تعالى : واستغفر لذنبك وللمؤمنين وقوله سبحانه : وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ومن المعلوم أن الأمر به يلازم جواز الاستشفاع بالنبي لأنه لا يأمر بالشرك والكفر ، أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون ؟ وقول ابن عبد الوهاب : إن الله أعطى نبيه الشفاعة ، ولكن نهاك عن الاستشفاع به ! كلام شعري ، مبناه الخيال ، فإنه مثل أن يقول : إن الله تعالى أعطى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة سقاية الحوض ، ولكن نهى الناس من الورود عليه والاستسقاء منه ! أو يقول : إن الله تعالى أكرم العباس ( عم النبي ) بسقاية الحاج ، ولكن نهى الحاج عن الوفود عليه ! ! فهل يجد الإنسان لمثل هذا الكلام معنى وأنه إذا راجع وجدانه يرى أنه إذا قال السلطان لبعض غلمانه : ( إني فوضت إليك