نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 69
تعالى ، فهو معصوم . لا يقال : لم لا يجوز أن يكون خوف الإمام من العزل سببا موجبا لامتناع إقدامه على الخطأ [1] سلمنا لكن ينتقض ما ذكرتم بالنائب له إذا كان في المشرق والإمام في المغرب فإنه غير معصوم ولا يخاف سطوته ، سلمنا لكن الإمامة عبارة عن مجموع أمرين أحدهما ثبوتي وهو نفوذ حكمه على غيره ، والثاني سلبي وهو انتفاء نفوذ حكم غيره عليه ، فلو افتقرت الإمامة إلى العصمة لكان ذلك أما للأول أو للثاني أو للمجموع والكل باطل بالنائب المذكور ، فإنه لا ينفذ حكم أحد عليه غير الإمام والإمام في تلك الحال لا ينفذ حكمه عليه أيضا لأنه يستدعي علم الإمام بالغيب وقدرته على الاختراع وهو نافذ الحكم على غيره ، وقد تحقق فيه كل واحد من الوصفين مع أن العصمة غير معتبرة فيه فبطل اشتراط العصمة في الإمام ، لأنا نجيب عن الأول بأن من عرف الفوائد علم بالضرورة عجز الأمة عن عزل آحاد الولاة ، فكيف بالرئيس المطلق [2] وعن الثاني : إن النائب يخاف من العزل في مستقبل الوقت ، وذلك لطف له بخلاف الإمام [3] . سؤال : فليكن خوف الإمام من عقاب الآخرة لطفا له ؟ جواب : الإمام يشارك غيره في الخوف فلما لم يكن ذلك مغنيا لهم عن
[1] لو سلمنا امتناعه عن الخطأ فهو إنما يمتنع عمدا وجهرا ، ولكن كيف شأنه مع السهو والغفلة والنسيان ، وارتكاب العصيان سرا ؟ فجواز الفساد في إمامته لا مفر منه . [2] قد يقال ، إن الأمة وإن لم تقو على عزل الولاة رأسا لأن نصبهم لا يعود إليهم ، ولكنها تقوى على عزل الرئيس المطلق ، لأن نصبه كان إليهم ، ومن بيده النصب يكون بيده العزل ، غير أن الشأن الذي يراعي هنا هو أن خوف العزل وحدة لا يمنع عن الخطأ سرا أو سهوا كما سبق بيانه فالفساد ملحوظ بالإمام غير المعصوم . [3] قد أوضحنا إن خوف العزل وحده لا يمنع من الخطأ وشاهده من تعاقب على كراسي الحكم ، فقد كان يجري على بعضهم العزل ولا يمنع الباقين من ارتكاب الخطأ عمدا وسهوا .
69
نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 69