نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 37
العقلي عن السمعي ، سلمنا لكن ترك الظلم ليس مصلحة دينية لا غير بل هو مصلحة دينية ودنيوية لأن الاخلال به من التكاليف العقلية والسمعية ، سلمنا لكنه يكون لطفا في أفعال القلوب ، فإن ترك القبيح لأجل الإمام ابتداء مما يؤثر استعدادا تاما لتركه لقبحه . النظر الثاني في كيفية الوجوب والحق عندنا إن وجوب نصب الإمام عام في كل وقت وخالف في ذلك فريقان أحدهما أبو بكر الأصم [1] وأصحابه فإنهم : ذهبوا إلى أن وجوبه مخصوص بزمان الخوف وظهور الفتن ، ولا يجب مع الأمن وإنصاف الناس بعضهم من بعض لعدم الحاجة إليه ، والفريق الثاني الفوطي [2] وأتباعه فإنهم : ذهبوا إلى عدم وجوبه مع عدم الفتن ، فإنه ربما كان نصبه سببا لزيادة الفتن واستنكافهم عنه ، وإنما يجب عند العدل والأمن إذ هو أقرب إلى شعائر الإسلام ، لنا دلالة الأدلة الدالة على وجوبه على عمومها ، إذ مع الإنصاف والأمن يجوز الخطأ ، ويحتاج إلى حفظ الشرع وإقامة الحدود ، فيجب الإمام . ومع ظهور الفتن الخطأ واقع فالمكلف إلى اللطف يكون أحوج [3] .
[1] أحد رؤساء المعتزلة وأهل المقالات فيهم . [2] هشام بن عمر الفوطي كانا من أرباب المقالات ، وله فئة وأتباع وكان في عصر المأمون . [3] إن الذي أوقع هذين الفريقين في الخطأ : زعمهم أن حاجة الناس إلى الإمام محدودة وفاتهم إن في الناس حاجة دائمة إلى الإمام ، إذ لا يراد من الإمام صد الناس عن الفتن والفساد فحسب ، بل يراد منه أيضا أن يدل الناس على الهدى ويعلمهم شرائع الإسلام كما جاء بها صاحب الشريعة ، ويحفظ الشريعة عن التحريف والتصحيف والزيادة والنقصان إلى غير ذلك ، ومتى تحصل الأمة على ذلك بدون إمام معصوم ؟ مع ما هم عليه من الجهل بالشريعة والدين والخطأ عمدا وسهوا .
37
نام کتاب : الألفين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 37