نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 67
فعلمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه " ( 1 ) . ومن خطبه له عليه السلام في التوحيد : الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النواظر ، ولا تحجبه السواتر ، الدال على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده ، وبأشباههم على أن لا شبه له ، الذي صدق في ميعاده ، وارتفع عن ظلم عباده ، وقام بالقسط في خلقه ، وعدل عليهم في حكمه ، مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه . واحد لا بعدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد ، تتلقاه الأذهان لا بمشاعرة ، وتشهد له المرائي لا بمحاضرة ، لم تحط به الأوهام ، بل تجلى لها ، وبها امتنع منها ، وإليها حاكمها ، ليس بذي كبر امتدت به النهايات فكبرته تجسيما ، ولا بذي عظم تناهت به الغايات فعظمته تجسيدا ، بل كبر شأنا وعظم سلطانا . وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ، وأمينه الرضي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، أرسله بوجوب الحجج ، وظهور الفلج ، وإيضاح المنهج ، فبلغ الرسالة صادعا بها ، وحمل على المحجة دالا عليها ، وأقام أعلام الاهتداء ومنار الضياء ، وجعل أمراس الإسلام متينة ، وعرى الإيمان وثيقة ( 2 ) . وقال عليه السلام : من عبد الله تعالى بالوهم أن يكون صورة أو جسما فقد كفر ، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد عبر غير الله ، ومن عبد المعنى دون الاسم فقد دل على غائب ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى بوقوع الاسم عليه ، يعقد به قلبه ، وينطق به لسانه ، فذلك في ديني حقا ودين آبائي . يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه ، أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، أعانه الله على طاعته ، وتغمده برأفته ورحمته ، وحشره مع أئمته : إن ذات الله تعالى معروفة بالعلم ، غير مدركة بالإحاطة ، ولا مرئية بالأبصار ، فهي ثابتة في العقول من غير حد ولا إحاطة ولا حلول ، قد حجب سبحانه الخلق أن يعرفوا له كنه ذات ، ودلهم