نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 66
ومن كلام له عليه السلام في التوحيد : عن مقدام ( 1 ) بن شريح بن هانئ ، عن أبيه قال : إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، أتقول إن الله واحد ؟ قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابي ، أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ! ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : " دعوه ، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم " . [ ثم ] ( 2 ) قال : " يا أعرابي ، إن القول في أن الله واحد ، على أربعة أقسام : فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ، ووجهان يثبتان فيه . فأما اللذان لا يجوزان عليه : فقول القائل : واحد ، يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنه كفر من قال : ثالث ثلاثة ! وقول القائل : هو واحد ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز ، لأنه تشبيه ، جل ربنا عن ذلك وتعالى . وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه : فقول القائل : هو واحد ، يريد به ليس له في الأشياء شبه ولا مثل ، كذلك الله ربنا . وقول القائل : إنه تعالى واحد ، يريد أنه أحدي المعنى ، يعني أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك الله ربنا عز وجل " ( 3 ) . وروي أن رجلا قال له : يا أمير المؤمنين بما ذا عرفت ربك ؟ قال : " بفسخ العزم ونقض الهم ، لما أن هممت فحال بيني وبين همي ، وعزمت فخالف القضاء عزمي ، علمت أن المدبر لي غيري " . قال : فبماذا شكرت نعماءه ؟ قال : " نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري ، وإحسان شملني به ، فعلمت أنه قد أنعم علي فشكرته " . قال : فبماذا أحببت لقاءه ؟ قال : " رأيته قد اختار لي دين ملائكته ورسله ،
1 - في الأصل : مقداد ، وما أثبتناه هو الصواب ، وهو المقدام بن شريح بن هانئ بن يزيد الحارثي الكوفي ، روى عن أبيه ، وعنه إسرائيل . " تهذيب التهذيب 10 : 287 / 504 ، تقريب التهذيب 2 : 272 / 1349 " . 2 - أثبتناه من التوحيد . 3 - رواه الصدوق في التوحيد 83 : 3 ، والخصال 2 : 1 ، ومعاني الأخبار 5 : 2 .
66
نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي جلد : 1 صفحه : 66